“أثر المدينة في المنجز الإبداعي الروائي”،الروائية العراقية شهد الراوي والكاتب المصري احمد مراد  

أمسية على هامش معرض الكتاب في القاهرة

تدوين نيوز – خاص / القاهرة 

الروائية شهد الراوي

 يحتل المكان أهمية قصوى في الاعمال الإبداعية وفي الرواية بشكل خاص لقدرة الرواية وتكنيكاتها للانصهار بالمكان الى حد التوحد الكامل معه والانطباع بصفاته ..

اشتهرت الروائية العراقية منذ روايتها الأولى شهرة واسعة لاعتمادها بشكل كامل على الدهشة من المكان غير المالوف بالظروف غيرالمالوفة التي دونتها الرواية .وربما لهذا السبب اخذت فرصتها بالانتشار يضاف لها مواضبة شهد واستمراها في دراسة انثربولوجية المكان الذي عاشت فيه ظروف الرواية الأولى …

الى جانبها حضر الى الأمسية فنان وكاتب سيناريو يشابه في ظهوره ظهور شهد لكن هذه المرة في الوسط الفني السينمائي والروائي االمصري ولان الذائقة المصرية الثقافية مازالت تطلق على الفلم (رواية) ” برز اسم احمد مراد في الرواية المصرية التي تتحول أفلاما ناجحة في السنوات القلائل الأخيرة … لقدرته على التفاعل مع المكان ونظرته الذكية لما يمكن ان يقدمه المكان لعمله الروائي ..

المكان بطل الرواية الاستثنائي

 العراقية التي تخاف من اللقاءات الصحفية وفلاشات الكاميرا بدأت بالتصريح بهذا الخوف وأضافت له الخوف من جمهور ذكي ومتلق حاذق مثل المتلقي المصري ، لكن ظرف وسهولة التعامل مع الداعي لهذا اللقاء الفنان احمد مراد سهل الكثير على شهد الرواي.

احمد- ماذا تعني لك المدينة ؟ التي تتعدد بتعدد ثقافات المتلقي !! ماذا تعني لك المدينة ؟؟

شهد ـ المدينة طقس خاص وفردي … المدن مثل الاحلام لا تتشابه .. المدينة بالنسبة لي اكبر تجمع للغرباء الذين لاتربطهم علاقة دم لكنهم يجترحون علاقات جديدة وفريدة من نوعها اغلبها مبني على هامش من النفعية.

بينما يرى (زيميل ) عالم الاجتماع الألماني ان المدينة وتكونها ضغط على الفرد وجعله يشعر بالعزلة وكرست المدينة عنه فكرة الفردانية لانه الانسان في المدينة وجد نفسه في مواجهة منظومة قوانين جديدة ضاغطة عليه زيميل الذي شهد تحول الانسان الألماني  من الحياة الزراعية الة تكوين المدن الألمانية الكبيرة .لذلك قال ان المدن هي التي تجعل الانسان الطبيعي الحر بفطرته الى انسان عصابي وان المدينة هي السبب في اننا نرى علم النفس السريري نتيجة طبيعية لضغط المدينة يزداد الفرد عزلة مع تعقد هذا الضغط.

انا أرى ـ كل فرد تعمل عليه المدينة بشكل مختلف .. وفي الرواية الامر واضح … لايمكن ان تتمظهر صورة المدينة الا من خلال السرد الروائي .. لايمكن للسينما مهما تطورت ان تكشف حفريات المدينة بداخل الفرد كما يفعل السرد الروائي … لان السرد يسمح لي بالتأويل والمقاربة العميقة وصورة المدينة في السرد تعمل على العقل المتامل ( وعقل الانسان قياسي) كل شي تراه في الكون تحيله الى مقارنة وقياس ومنها المكان الجديد تقيسه بمكانك ومدينتك حتى تفهمه وتنفعل معه .. المدينة هي (المشكل ) الفاعل للفرد وخاصة المبدع …. بعد الام طبعا ( انتبهت لحضور ام احمد مراد في الأمسية)

مراد – نعم يجب ان تعرفي اني اجرجرها معي لكل الفعاليات والامسيات لاني اعترف لها الان انها جعلتني كاتبا حقيقيا ومعروفا .

شهد – من وجهة نظري المدينة كانت ومازالت تحقق فكرة ( حديقة الحيوان الإنسانية) وضعنا فيه القوانين ثم صدقنا هذه القوانين لدرجة كبيرة للحد الذي نسينا معه ان هذه الحديقة تعمل بقوانين نحن وضعناها وان هذه القوانين ليست الحياة ذاتها ..القرود في حديقة الحيوان سعيدة بالفول السوداني والأشجار وقوانين الحديقة حضور وانصراف نسيت مكانها الحقيقي حرية الغابة بكل رحابتها ..تاريخ كل المدن يثبت ذلك …

انا أرى ـ اقصى حد للسكن في بقعة مشتركة هو ١٥٠ فردا نحن انشأنا كانتونات بالملايين المكان لايحتملنا .. مئات المدن الناس تتكدس اكداس الانسان مكان لايحتمل أربعة يسكن فيه أربعون …!! هذا التكدس يؤثر بشكل عميق في علاقة المبدع بالمكان .. التقصير بتامين الأشياء الضرورية لهم سيعمل على التاثير على مستوى ابداعهم بالتأكيد ..

لذلك في تجربة (الفيل الأزرق ) اخترنا خبراء ليسوا من الوسط المحلي …..

مراد – انت خرجت سالمة من ثلث حروب شهدتها المدينة التي عشت فيها .. هذا يجعلك .. كائنا لايشبهنا اكيد انك رايت ربما الظروف التي لايمكن لنا ان نتخيل ردود فعلنا نحن لو شهدنا مثل هذه الظروف … هذا يعمل ندبا.. جروحا.. اضرارا  إضافية من المدينة للمبدع .. صحيح ؟؟؟

شهد ( بحزن) ــ نعم اوافقك .. افلاطون قال كلمة احبها ( الانسان اختلق المدينة لانه لم يكتف بوجوده وذاته احتاج لتجمع اكبر ينتمي اليه

مراد- نعم مازلنا نسأل الاخر انت منين ( أي مكان) لكي نتواصل معه ونفهمه ..!!

شهدــ بغداد بالنسبة لي كمدينة تستمد سحرها من السرديات التي تقدمها لي سرديات متخيلة او واقعية بذات الوقت .. السرد الشفاهي العظيم الشفاهية السردية ببغداد ساحرة بغداد علاء الدين والف ليلة وليلة .. بغداد تستمد طاقتها من الالسرديات .. التي حفرت بداخل الفرد قناعة ان للتاريخ قدرة ضمنية على تأسيس الوهم … الانسان العراقي متيقن ان هذه االمدينة التي تعرضت على مدى التاريخ للغزوات والطاعون والحروب والصراعات لن تموت هذه المدينة زرعت هذه القناعة في وعي الفرد البغدادي خاصة ( انا كائن استقبل كل شي الرخاء والفناء) عبارة مترسخة …بغدا هيمنت في تأسيس هذه القناعة دائما ثمة هامش للنجاة والاستمتاع في احلك الظروف … هكذا علمتنا بغداد

في روايتي  الأولى  إشارات واضحة لهذا الصراع..الم الجوع والم الحصار (الشكولاته استبدنلناها بالتمر السيء المطحون .. الحنطة استبدلناها بنخالة الشعير ) الحرمان قاومه الناس بالوان صارخة .. الواقع الذي اجترحه البغداديون حلول للبقاء … بل حلول للتبغدد التي تعد ظاهرة خاصة بالمكان التبغدد نمط عيش .. الفرد البغدادي يعلم انه ابن بلد فيه نهران عظيمان وسهل رسوبي يسمح بوجود دائم للمواشي .. لذلك رغم الكوارث كلها ظل واثقا ان مدينته تؤمن له الطعام … لذلك من صفات البغددة وجود مثل لدينا

( اصرف مافي الجيب يأتيك مافي الغيب )

احمد ـ اذن هذه هي البغددة الحقيقية؟؟

شهد – نعم البغددة هي الاطمئنان للمدينة .. ليس باسراف  بل بالاحساس الدائم بالغنى والوفرة …

جانب من الحضور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى