استثمار المعرفة لاقتصاد متنامي

د. حسين الأنصاري

تدوين نيوز – خاص

د. حسين الأنصاري

منذ ان ادركت الامم أهمية الثقافة في تنامي الوعي لدى أبناء المجتمع  كونها لا تقتصر على مجال محدد بل هي تشمل كل ما هو اجتماعي

  واقتصادي و فكري و خاصة ما هو تربوي وجمالي، فهي تؤثر وتتأثر بما يقع من تحولات داخل المجتمعات و تساهم في بناء الحضارات،   فالفعل الثقافي اليوم  ينبغي ان يدخل في صميم السياسات العمومية التي تتخذها الحكومات  فهو  المحور  الأساس الذي يساهم وبفاعلية. في كل عملية بناء و تطور  لأن التنمية لا يمكن اختزالها في الاقتصاد بل يجب التفكير في الثقافة  بكل مفاصلها والعناية بها ، وهذا ما دأبت عليه الشعوب التي ادركت كنه الثقافة وأثرها في الارتقاء بوعي الإنسان  ودوره في اختزال الزمن واللحاق بركب التقدم والإبداع الانساني

وحين يتوفر هذا العامل تصبح كافة النشاطات الحياتية  قابلة للتغيير والتجديد والإنجاز  ،وفي بلدنا العراق عانت الثقافة ولمدة طويلة من حالة التقاطع ما بين السياسي والثقافي و الذي خلق نوعا من القطيعة او الفجوة التي مازال يعاني من آثارها المثقف كون السياسي دائما يستحوذ على صناعة القرار او من يستأثر بمقاليد التخطيط  للواقع والتصرف بما فيه واحيانا حصره لخدمة المصالح السياسية والذاتية دون العناية بمقتضيات الحالة العامة ومتطلبات المجتمع وضروراته مما يعقد العلاقة بين الطرفين بدلا من ترابطها وتكاملها ضمن إطار علاقة شمولية تصب في مسار التنمية المستدامة والنهوض وتجاوز العجز البنوي الذي يتأتى نتيجة  هذا التناقض بين الطرفين لاسيما ونحن اليوم نعيش وضعا  آخر  يحتم علينا مواكبة مستجدات العصر الإلكترونية وثقافته الرقمية بكل ما تأتي به من تحولات اتصالية ومعلوماتية بفعل انتشار المواقع  إلاعلامية  ونظم  ووسائط وبرمجيات الذكاء الاصطناعي ، وهو ما  ساهم في عملية استثمار المعرفة من خلال الاهتمام بمصادرها التمويلية  ودعم كافة  مجالاتها وهذا يتطلب  ايجاد مؤسسات وسيطة بين جهات إنتاج المعرفة وهي مرحلة اساسية في التحول المعرفي مثل المؤسسات التكنولوجية والمخابر الهندسية والهندسة العكسية والحاضنات الابتكارية والإبداعية، كذلك دعم براءات الاختراع وحماية الملكية الفكرية وغيرها من الإجراءات التي تعزز طرق استثمار المعرفة  وهذا سييجلب معه تحسينات في التكنولوجيا والكفاءة والإنتاجية، وهذه العناصر تؤدي بالتالي إلى حدوث النمو الاقتصادي، والمساهمة في تقدم البلد وعلى كافة المجالات لاسيما ما يتعلق بالجانب الثقافي والمعرفي  وهو الركيزة. الأساسية التي باتت تعتمدها بلدان العالم  في عصر المعرفة  الذي نحياه اليوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى