الاستخبارات الأميركية تبحث عن أدلة تورط إيران في هجوم حماس على إسرائيل

تدوين نيوز – متابعة
قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الثلاثاء، إن الاستخبارات الأميركية تقوم بالبحث والتدقيق في مخزون من البيانات وتكلف عملاء المخابرات والتجسس في البلاد بالبحث عن أدلة جديدة لتحديد ما إذا كانت إيران لعبت دورًا مباشرًا في الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، السبت، بحسب شبكة “سي أن أن”.
ووفقا للشبكة، رغم اعتقاد الولايات المتحدة أن إيران “متواطئة” في الهجوم، نظرا لسنوات دعمها للجماعة الفلسطينية المسلحة، إلا أن مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، قال الثلاثاء، إن الإدارة لا تملك حتى الآن أدلة مباشرة تربط طهران بتخطيط وتنفيذ الهجوم.
وقال سوليفان للصحفيين في البيت الأبيض: “إننا نتطلع إلى الحصول على مزيد من المعلومات الاستخبارية”. وأضاف: “لكن بينما تلعب إيران دورا واسعا ومستمرا وعميقا في تقديم كل هذا الدعم والقدرات لحماس، إلا أنه ليس لدينا حاليا معلومة مؤكدة فيما يتعلق بدورها في هذا الهجوم المروع على وجه الخصوص”.
لكن “سي أن أن” أوضحت أن العديد من مسؤولي المخابرات والجيش والكونغرس الذين لديهم إمكانية الوصول إلى معلومات استخباراتية سرية أخبروا الشبكة نفس الشيء الذي قاله سوليفان علنًا، وهو أنه لم يتم العثور على دليل واضح يشير إلى تورط إيران بشكل مباشر.
وقال أحد المسؤولين العسكريين للشبكة: “ننتظر لنرى ما إذا كنا سنحصل على دليل دامغ في المعلومات الاستخبارية”.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن المخابرات الإسرائيلية تفحص أيضاً الأدلة السابقة.
وأضاف: “أشك في أن إيران لم يكن لديها علم على الإطلاق. لقد شهدنا اجتماعات وشاهدنا التنسيق الوثيق بينهم”.
ولم يكن لدى المخابرات الأميركية والإسرائيلية أي تحذير مسبق بشأن الهجوم، وهو أمر يقول مسؤولون أميركيون إنه مذهل بالنظر إلى حجم الهجوم، والآن، تتحرك إدارة بايدن بحذر.
وكانت إيران لسنوات عديدة هي المانح الرئيسي لحماس، حيث زودتها بعشرات الملايين من الدولارات، والأسلحة والمكونات التي تم تهريبها إلى غزة، فضلاً عن الدعم الفني والأيديولوجي الواسع، وفقا للشبكة.
وتحافظ حماس على درجة من الاستقلالية عن النظام الإيراني، كما ذكرت “سي أن أن”، موضحة أنه ليس لدى طهران مستشارون على الأرض في غزة، كما أنها لا تسيطر على أنشطة الحركة، وفقاً لمسؤولين أمنيين سابقين ومحللين إقليميين آخرين.
لكن الحجم غير المسبوق لهجوم حماس الأخير، بالإضافة إلى اعتقاد محللين على نطاق واسع بأن إيران ترى الهجوم باعتباره أمرا إيجابياً لمصالحها في المنطقة، أثار تساؤلات حول ما إذا كان بوسع حماس تنفيذ مثل هذه العملية المعقدة دون مساعدة إيرانية مباشرة.
وفي عام 2022، قال زعيم حماس، إسماعيل هنية، علنًا إن الحركة تلقت حوالي 70 مليون دولار من إيران في ذلك العام، وأنها استخدمت الأموال لإنتاج الصواريخ. وكشف تقرير لوزارة الخارجية الأميركية للعام 2020 أن إيران قدمت حوالي 100 مليون دولار سنويًا للجماعات المسلحة الفلسطينية، بما في ذلك حماس، بحسب الشبكة.
ويقول مسؤولون أميركيون سابقون لـ”سي أن أن” إنه ليس هناك شك في أن المخزون الضخم من الأسلحة المستخدمة في هجوم السبت تم الحصول عليه وتجميعه بمساعدة إيران.
ونقلت الشبكة عن الجنرال المتقاعد، فرانك ماكنزي، القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية، قوله: “لم تقم حماس ببناء نظام التوجيه وتلك الصواريخ في غزة، بالتأكيد حصلوا عليها من مكان ما. ومن المؤكد أن المساعدة التكنولوجية لتجميعها جاءت من إيران”.
ومع ذلك، ترى “سي أن أن” أن إدارة بايدن لم تصل حتى الآن بشكل مؤكد لاتهام إيران بالتوسط في التخطيط أو تنفيذ الهجوم.
وحذر محللو الاستخبارات الأميركية الحاليون والسابقون الذين تحدثوا إلى الشبكة من أن الدعم الإيراني السابق لحماس ليس دليلاً كافياً لإثبات تورطها المباشر.
وقال زوهار بالتي، الرئيس السابق للمكتب السياسي العسكري في وزارة الدفاع الإسرائيلية للشبكة: “حتى لو لم يعطوا التعليمات، فإن الدعم الإيراني لحماس واضح”. وتساءل “هل حماس وكيل إيراني بشكل كامل يفعل كل ما تريده إيران؟ لا، لكن العلاقة أصبحت أقرب بكثير مما كانت عليه قبل ثلاث سنوات”.
ونفت طهران أي تورط لها في الهجوم، رغم أنها أشادت به علناً. كما أعربت إسرائيل عن حذرها علناً.
وقال الرائد نير دينار، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، لصحيفة “بوليتيكو”، الاثنين: “ليس لدينا أي دليل أو معلومة على أن إيران كانت وراء الهجوم. لكننا متأكدون بنسبة 100 في المئة من أن الإيرانيين لم يتفاجأوا”.
ويقول محللون آخرون للشبكة إنه من المحتمل بنفس القدر أن إيران كانت ترغب في الحفاظ على مسافة بعيدة عن أي عملية لحماس ضد إسرائيل، حتى لو كانت على علم بالهجوم مقدما.
ونقلت “سي أن أن” عن نورم رول، المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية، إنه ليس من مصلحة إيران أن يكون لها المزيد من التدخل المباشر.
وأضاف رول: “تحدد إيران الوكلاء الإقليميين ثم تزودهم بالدعم السياسي والمالي والأمني”. وتابع أن “إيران تشجع العمليات العسكرية، لكن وكلائها يديرون تلك الأعمال”.
“ومن المحتمل أن تكون إيران قد قدمت بعض الدعم التشغيلي والتخطيطي قبل الهجوم، لكنها أكدت لحماس أنها ستكون في الواجهة بمجرد حدوثه “، كما قال مايك نايتس، الزميل في معهد واشنطن والمتخصص في الشؤون الإيرانية لـ”سي أن أن”.