” الثقافة واخواتها ” مقال للادبية سراب سعدي

 تدوين نيوز – خاص 

ليس كل من قرأ كتاباً أو كتابين وتكلم بمصطلح ثقافي يمكن أن يقال عنه مثقف ولا يمكن تعميم المصطلح على كل شخص بمجرد انه أكمل مقرراته الدراسية فقط ! ، فالمصطلح أوسع من ذلك بكثير ويحتاج إلى ثقافة واسعة بمجالات كثيرة واهمها علوم الحياة المختلفة والمتنوعة ، لكن ما هو مفهوم الثقافة على وجه العموم ؟ تأتي الاجابة واضحة وسريعة في انها سرعة الفهم والفطنة والذكاء الذي يجعل من المثقف سريعا في تلقي المعلومات واستخدامها في محلها ومقامها الصحيح ، ولعل كلمة الثقافة مأخوذة من كلمة مصدر ثقف بمعنى ظٓفر أو أخذ وهي بالمعنى الحديث أخذ العلم والمعرفة ، وتسعى المجتمعات والحكومات بصورة مستمرة لتثقيف شعوبها وافرادها بحسب المعلومات التي يراد ايصالها للجمهور ، لكن من هو المثقف على وجه التحديد؟ وهل من الممكن أن نطلق كلمة مثقف على أي شخص؟ . الثقافة تعني مجموعة من العلوم والمعارف يكتسبها الفرد بمرور الزمن من خلال اطلاعه على ما هو موجود على الساحة ومعرفته بالقيم والمبادئ واحترام الغير وعدم التعدي على الممتلكات الخاصة والعامة واحترام الرأي ، المثقف يحصل على ثقافته من كل مجالات الحياة وليس فقط الحصول عليها وأنما يكون واعي ومتطلع من أجل أن ينشر ثقافته فما فائدة العلم والمعرفة والثقافة بدون نشرها وتعليمها وايصال الافكار والمفاهيم للناس ، أذن كل فرد بحاجة إلى الثقافة لأنها تعتبر هوية للإنسان وتطلعاته وآماله. فالمثقف هو الذي يشارك في حل الأزمات و ايجاد الحلول و فهم وادراك ما يدور حوله ويساهم في إنشاء مجتمع متطلع وناقد للأمور السلبية في مجتمعه و بيئته. ولابد هنا أن نحدد أنواع المثقفين حتى لا تختلط المفاهيم لدى البعض ونبين أن المثقف نوعان الأول هو الموسوعي وهو المثقف الفذ الذي يحاول معرفة وتعليم وثقيف نفسه في أكثر من مجال ويصبح مطلع جيد على علوم كثيرة ، أما النوع الثاني والذي يختص بعلم معين كالسياسة و الاجتماع والفن . وبقيَّ أن أذكر أن الثقافة هي سلاح ضد الجهل والظلم ويمكن من خلال الثقافة اصلاح انظمة وتحسين معيشة ودرأ ظلم وقع على الأفراد ..وللثقافة أهمية في تغيير الرأي ونشر الوعي وتعزيز الروح المعنوية للمجتمعات والدول والحكومات .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى