” الواحدة ليلاً ” قصة قصيرة للقاص وسام حامد طاهر


تدوين نيوز – خاص
الواحدة بعد منتصف الليل .. كان الخروج من البيت اضطراري لشراء علبة سجائر لا أخرج ليلاً.. قد اتحمل أي شيء ولكن السيجارة لا يمكن الاستغناء عنها ، صاحب البقالة القريب من البيت قد أغلق أبوابه بسبب الأوضاع الأمنية.. لذلك يجب الذهاب لمكان أبعد من الحي السكني على بعد خمسة شوارع ، في زاوية الشارع الرابع في الظلام الحالك يقف ثلاث رجال يحملون أسلحة أرعبني ما رأيت منهم وقوفهم كان يثير الاستغراب والريبة كنت وحدي لا أحد غيري في الشارع من شدة خوفي و من دون قصد ، قلت – السلام عليكم رد السلام شخص واحد – وعليكم السلام مددت يدي لمصافحته وقلت مرحباً… وضع في يدي حقيبة لا أعرف ما بها من شدة خوفي لم اتكلم واكتفيت بالصمت استدار الرجال و ركبوا السيارة سوداء اللون وغادروا المكان لا اعلم ما افعل عدت للبيت خائف أرتجف احاول إقناع نفسي بأن سبب الارتجاف البرد وليس الخوف زدت من الغطاء ولكني ما زلت أرتجف ؟ .. لم أفتح الحقيبة حتى الصباح أتساءل عن محتوى هذه الحقيبة وما يكون فيها ؟! ألف علامة استفهام ؟ حول ما حصل ، هل قول السلام عليكم ومصافحته ذلك الرجل و كلمة مرحباً كانت كلمة السر لتسليم هذه الحقيبة ؟؟ ما زالت الحقيبة أمامي لا أجرؤ على فتحها خوفاً من محتواها وما هي عواقب هذا الفعل هل ارتكبت خطأ ام اني ورطت نفسي مع هؤلاء الرجال قد تكون عصابة ويعلمون أين أنا وهذه الحقيبة أمانة وقد يأتي يوم ويعودون من أجلها ؟! بهدوء جلست بقربها فتحت طرف السحاب ظهر أمامي مسدس فتحت نصف الحقيبة كان مع المسدس رزم من النقود أغلقت الحقيبة ورميتها تحت السرير في الظلام لا اريد هذه الحقيبة … سأجعل من الأمر وكأنه لم يكون قد اجتاز ما حصل لأعود لحياتي البسيطة وإلى ذلك الاطمئنان ؟ هذه الحادثة جعلتني في قلق مستمر وأرى الكوابيس في منامي احلامي مختصرة على ذلك الرجل المسلح أراه جاثم على صدري ، لم أغادر البيت إلا للأمر المهم وقلبي يرتعد خوفاً كلما رأيت سيارة سوداء اللون ، حتى بعد عام و الخوف تملكني قل وزني والقلق حطم حياتي أصابني مرض ضغط الدم والسكر وقد خالط بياض الشيب لحيتي احمل هموم وحدي .. هذه المره سأكون أكثر شجاعة وسافتح الحقيبة كاملة واليكن ما يكون ؟! مرة ثانية قبل عام وها أنا اليوم افتحها.. كما هي المسدس ورزم النقود وفي الجهة الثانية ورقة صغيرة ؟! مكتوب بها .. هذه الحقيبة كانت لوالدي يرحمه الله وهي الآن لك ففعل بها ما تشاء …. بكيت وبشدة وضحكت حتى جرت دموعي على عدم فتح الحقيبة بشكل كامل قبل عام من الآن…فكل ما فيها من أموال لا تعيد صحتي ولا تزيل همومي وخوفي الذي أصبح يرافقني أينما ذهبت، بسبب هذه الحقيبة انا في حالة اكتئاب كل يوم يتجدد بلا نهاية ….