ثلاثة قصائد للشاعر نجم محسن من مجموعته الجديدة” صورة وقصيدة”

الشاعر نجم محسن

 

 

 

 

 

امطار ما بعد الخريف

بعد ان جزّ الخريف شعر الاشجار بماكنة حزنه

وعواصفه الماطرة

لماذا اذن ثمة جزء من شعب الاغصان

لايزال يتمسك باوراقه المصفرة

على الرغم من نفاذ اعمارها؟

من يمسك بمن؟

الحياة بتضاريسها ام الموت بوضوحه

الاوردة المتشابكة لشجرة مشعرة وصلعاء

كتخطيطات تذكارية لجراحين نسوا ان يمحو اثار

مشارطهم على راس نصف حليق لمريض

في ليلة مشوشة بين اللحضور والغياب

استطاعوا اخيرا ان ينتصروا على الرعب.

اوراق الشجرة تبدو كسرب  طيورصفراء  تهم بالتحليق

دفعة واحدة الى سماء الوعود

تاركة ورائها اعواد متكئة على بعضها

بيت هندي مفتوح على مصراعيه للرياح والشمس.

المطر يجعل الاشياء تكتسب طبيعة المرآة

تعكس الاشجار اشعة الشمس

وتستطيع ايضا ان تنظر لصورها  المطبوعة في الماء

اما قطرات المطر المكورة كحبات اللؤلؤ والتي لم تنفجر بعد

على حافاتات الاغصان والاوراق

فتتحول الى عدسات مكبرة

لمعاينة اشكال خرافية  لحشرات نامية

باقنعتها الواقية وخراطيمها

كرجال اطفاء لطفاء بعد  حفلة اخماد النيران

اوغواصين ينشرون معداتهم للغوص في الهواء.

فقط كتلة الاصفر المنفصلة عن  قارتها

تبحر كسفينة اشباح التهمتها النيران

في متاهات اللون الرصاصي للسماء.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كاتدرائية لوند

 حصان  ينظر إلى السماء

السرج مزين بنوافذ مثل ترس مملوء بالدعاء

 

حيث جثث الايام ترتفع  من الصلاة كبخار الماء نحو السقف

تتحرك الجثث بنفس سرعة نظرات الزائرين

وموسيقى إيمانهم حيث ينتقلون بسرعة الضوء

من شواطئ حياتهم إلى غابات موتهم

لقد لبوا النداء وليس لديهم ما يخفونه عن الله

الذي ينظر مباشرة في قلوبهم

إن حصان الكنيسة متاهب لمطاردة الاثام في قلوب المؤمنين

بدون اراقة للدماء

كما في فيلم فقط الشخصيات هي التي تموت

ولكن الممثلين الذين ادوا ادوارهم لايزالوا على قيد الحياة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

غيوم

ألغيوم تحتشد وتندفع بقوة الى  الازرق

تسخن الشمس ملاين الاطنان من بخار الماء

لتغسل به راس المدينة الملوث بالدهون

جلد الحرباء المتقرح  يشتاق الى تلك الخضرة الزاحفة

و قوتها الكبيرة على الانماء

حين فُصلت هذه الاطنان العملاقة عن املاحها

وقبل ان تصير مطرا جلد البرق بقسوة قطعانها المذعورة

بعدها المدينة بجهازعصبي مشلول

نصفها غارق في الظلام والنصف الاخر مغمور بالمياه.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى