حين يصمت المرشحون ويعلو صوت المواطن
د. حسين الأنصاري
تدوين نيوز – خاص
تعود عملية الانتخاب إلى عصور. التاريخ القديمة فقد مورست في اثينا الديمقراطية وروما القديمة لاختيار الإمبراطور او بابا الكنيسة وتواصلت بعد ذلك لدى المجتمعات التي كانت تحترم رأي شعوبها وتعتبر ذلك من اهم حقوقها، ومنذ ان ادرك الإنسان أهمية الممارسة الديمقراطية في اختيار من يمثله او ينوب عنه سواء في إدارة الحكم او رسم برامج وسياسات من شأنها ان تحقق جانبا من الاحتياجات الضرورية وتقديم الخدمات العامة حيث ينبغي ان يتولى المنتخبون العمل الفعلي لتنفيذ برامجهم وما وعدوا الناس او ناخبيهم من تغيير وتجديد على الواقع الراهن وخلاف ذلك يتم اقالتهم وتغييرهم ببدلاء ومرشحون اخرون، وفي وطننا الذي يشهد هذه الايام عملية انتخاب مرشحي المجالس المحلية والذين تقدموا ضمن قوائم احزاب وتيارات قديمة او مستحدثة ، الأمر اللافت في هذه الدورة التي تأتي بعد توقف عمل المجالس منذ عشر سنوات ، لكن امام هذه الممارسة تثار العديد من الاسئلة التي باتت تشغل بال المواطن فهل عودة مجالس المحافظات ستكون اضافة نوعية وموضوعية ويكون لوجودها صدى حقيقي؟ وهل سيكون عملها يجسد الدور المناط بها في مراقبة عمل دوائر المحافظة او إداء المحافظ ؟ وهل ستسهم جديا في دعم البرلمان وتحقيق مطالب المحافظات و تشكل حلقة رقابية واضحة. المعالم ؟ باعتبار ان مجلس المحافظة هو السلطة التشريعية الوحيدة والرقابية العليا ضمن الحدود الادارية للمحافظة وله حق اصدار التشريعات المحلية في حدود المحافظة بما يمكنه من ادارة شؤونه وفق مبدأ اللامركزية الادارية وبما لا يتعارض مع الدستور والقوانين الاتحادية ، ويمارس الاختصاصات المنصوص عليها ، وان يتم انتخاب أعضاء المجلس أسوة بالانتخابات البرلمانية، ولكن الأمر ليس في ذلك بل. ان عودة مجالس المحافظات سيتطلب الكثير من الأموال التي تثقل كاهل الدولة من رواتب وحمايات وسيارات ووقود وسفر وإيفادات كما انه في بعض الأحيان يتحول البعض من أعضاء مجالس المحافظات إلى معرقلين للخطط او المشاريع التي تقدم عليها الحكومة المحلية وتكون وراء أسباب رفضها او التحفظ عليها دوافع سياسية وليست فنية كما ان البعض. سيشغل موقعا ليس جديرا به بسبب نقص الخبرات و والتخصص لذا من الضروري جدا. ان يتحمل الناخب مسؤوليته في الاختيار وان يحترم صوته الذي سيكون حاسما وعاليا في الوقت الذي سيصمت فيه المرشحون بانتظار الفرز والنتائج المنتظرة آملين ان يكون النجاح حليف من يستحق ومن يحمل الروح الوطنية ويكون حقا ممثلا لأصوات الشعب واهدافه