” سنو وايت ” قصة قصيرة ، للقاصة المغربية خديجة اليونسي


حاولت مرارا أن أتشبث بيقظتي كي أتملى طلعة ملائكة المنام دون جدوى، فذبذبات التخدير التي يرسلونها كضرورة أمنية لحفظ تواريهما المقدس، لا تخطئ أبدا. ثم إن هؤلاء الملائكة لا يتركون أثرا يدل عليهم سوى الأحلام، و أنا أسامحهم باستمرار ما دام هذا الأثر لا يلحق ضررا بالبيئة.
أما قبل المنام فإنني أحكي حكاية لجدتي.
جلست زوجة الملك في فناء القصر تطرز منديلا أبيض، و فجأة وخزت الإبرة أصبعها فانزلقت منه قطرات من الدم و تناثرت على المنديل، و في تلك اللحظة، تمنت الزوجة أن تنجب طفلة ببشرة بيضاء و خدين ورديين. و لما أنجبت الطفلة أسمتها
سنووايت.
جدتي لا تغار من زوجة الملك، فهي الأخرى تملك فناء فسيحا، و بنات جميلات، و مناديل مطرزة. لكن زوجة الملك الثانية هي التي تغار من الأميرة سنووايت، لذا وضعت لها السم في التفاح.
كانت جدتي تلف الهدايا بمناديلها المطرزة، و تحشو المخدات بالصوف و قطع الثياب القديمة، و تلقي بقايا الطعام لكلابها الأليفة، و لمتضيع أبدا قصبها الثمين في صنع سلال المهملات، لأن حياتها البسيطةالمتماهية مع الطبيعة لم يكن فيها ما هو مهمل.
و حتى عندما أدركت نصيبها من المعلبات لم تعوزها الحكمة في استثمار اللفائف، فكانت تتخذ من أوعية الزيت الفارغة آنية لحفظ الماء، و تخبئ البذور في صناديق الوقيد الصغيرة، وتمنحني أوراق السكر لأغلف بها كتبي.
استلهمت جدتي فطنة الطبيعة ذاتها التي تصوغ للأطفال حليبا دافئا فليالي الشتاء، و تزود أحلام المحبين بالحرارة اللازمة لتمدد التاريخ. أماالأميرة سنووايت فلمنامها نكهة التفاح.
تمسك جدتي أصابعي الصغيرة و تسألني : متى يأتي الرجل الذي سيزين هذه الأصابع بالذهب؟ فأجيبها أنا يا جدتي أريد كتبا، تقول لي : أنت أيتهاالحمقاء الصغيرة، لم لا تفكرين في الحصول على بيت و زوج يغمرك بالذهب و الحرير أكثر مما تفكرين في الكتب؟ فأجيبها: لأنني كلما فتحت كتاباازداد الكون حولي اتساعا، و امتد أبعد من أكثر تخيلاتي مغالاة. أجد أن الكون شاسعا يا جدتي، و لا أفهم لم يجب أن أفكر في رجل يحتجزني في بيت صغير. فتزمجر الجدة: اللعنة، نامي أيتها الشيطانة. و لا شك في أن منامي قطعة من قوس قزح لأني حين أستيقظ أجد طعم الألوان عالقا بلساني.
حاولت مرارا أن أتشبث بيقظتي كي أتملى طلعة ملائكة المنام دون جدوى، فذبذبات التخدير التي يرسلونها كضرورة أمنية لحفظ تواريهما المقدس، لا تخطئ أبدا. ثم إن هؤلاء الملائكة لا يتركون أثرا يدل عليهم سوى الأحلام، و أنا أسامحهم باستمرار ما دام هذا الأثر لا يلحق ضررا بالبيئة.
أما قبل المنام فإنني أحكي حكاية لجدتي.
جلست زوجة الملك في فناء القصر تطرز منديلا أبيض، و فجأة وخزت الإبرة أصبعها فانزلقت منه قطرات من الدم و تناثرت على المنديل، و في تلك اللحظة، تمنت الزوجة أن تنجب طفلة ببشرة بيضاء و خدين ورديين. و لما أنجبت الطفلة أسمتها
سنووايت.
جدتي لا تغار من زوجة الملك، فهي الأخرى تملك فناء فسيحا، و بنات جميلات، و مناديل مطرزة. لكن زوجة الملك الثانية هي التي تغار من الأميرة سنووايت، لذا وضعت لها السم في التفاح.
كانت جدتي تلف الهدايا بمناديلها المطرزة، و تحشو المخدات بالصوف و قطع الثياب القديمة، و تلقي بقايا الطعام لكلابها الأليفة، و لمتضيع أبدا قصبها الثمين في صنع سلال المهملات، لأن حياتها البسيطةالمتماهية مع الطبيعة لم يكن فيها ما هو مهمل.
و حتى عندما أدركت نصيبها من المعلبات لم تعوزها الحكمة في استثمار اللفائف، فكانت تتخذ من أوعية الزيت الفارغة آنية لحفظ الماء، و تخبئ البذور في صناديق الوقيد الصغيرة، وتمنحني أوراق السكر لأغلف بها كتبي.
استلهمت جدتي فطنة الطبيعة ذاتها التي تصوغ للأطفال حليبا دافئا فليالي الشتاء، و تزود أحلام المحبين بالحرارة اللازمة لتمدد التاريخ. أماالأميرة سنووايت فلمنامها نكهة التفاح.
تمسك جدتي أصابعي الصغيرة و تسألني : متى يأتي الرجل الذي سيزين هذه الأصابع بالذهب؟ فأجيبها أنا يا جدتي أريد كتبا، تقول لي : أنت أيتهاالحمقاء الصغيرة، لم لا تفكرين في الحصول على بيت و زوج يغمرك بالذهب و الحرير أكثر مما تفكرين في الكتب؟ فأجيبها: لأنني كلما فتحت كتاباازداد الكون حولي اتساعا، و امتد أبعد من أكثر تخيلاتي مغالاة. أجد أن الكون شاسعا يا جدتي، و لا أفهم لم يجب أن أفكر في رجل يحتجزني في بيت صغير. فتزمجر الجدة: اللعنة، نامي أيتها الشيطانة. و لا شك في أن منامي قطعة من قوس قزح لأني حين أستيقظ أجد طعم الألوان عالقا بلساني.