قصيدة ” لكَي يصحو طائرُ الفرَح ” للشاعرة السورية إباء أسماعيل

الشاعرة أباء أسماعيل

 

 

 

 

 

لم تذبلْ حديقةُ وجهي،

بلْ ربيعي رحلَ

إلى حقولِ عينيكْ..

فلا تَفْرطِ الدّمعاتِ من

عناقيدِها ..

ولا ترتدِ الليلَ المطرَّزَ

بشراشف الحزنِ

ولا تهْجرِ التّغريدَ

و أنتَ طائري

وموسيقى روحي ..

يا لِهذا الذي تَهاوى

من فضاءِ أرجوحةٍ

إلى زهورِ النارْ

و رفرفتْ شفتاهُ

باسمي أناشيدَ حالمةْ..

أنا ابنةُ البراري

المفروشةِ بالغُربانْ

سأحاولُ إطْفاءَ عشبةِ النار

لكي يصحو فينا جلجامش

فعلى عشبةِ خلودِهِ،

تأتلقُ فُسْحةُ أرواحِنا

و نفترشُ أزْهارَ الحلمِ الأبديّةْ ..

بينَ شفتيَّ

ثمارُ أحرفٍ

سأذرفُ رحيقَهما

لتزهرَ في فمي

أنفاسُكْ..

و العصفورُ المبلّلُ

بأمطارِ شفتيكَ،

سأسمَحُ له بالتّغريدِ

على امتدادِ

نافذةِ قَلبي الواسِعةْ ..

لا تدَعِ الموتَ يزحفُ

إلى مساماتِ حُزنكَ…

الحزنُ وطنُ الثكالى و المشرّدينْ…

والوطنُ قبّرةٌ حزينةْ

تعزفُ موسيقاها

عواصفُ الحروبِ

برياحها العاتيةْ…

فلا تملأ قلبكَ

بالمزيد من

تراتيلِ الجحيمِ الجنائزيّ

ستُخْصِبُ الأزهارُ في قلبكَ يوماً

سأقطفُ ما يحلو لي من ثماركَ

و ستقطفُ أنتَ كلَّ نعناعِ مودَتي!!

فينوسُ تفتحُ زنابقَها الآنَ

على صباحٍ من الوردِ و الأمنياتِ

فلا تخذلْها

و لي قمرٌ أخبئُهُ في جفنيكَ كي تنامَ

و العيدُ سيأتي بعد حينٍ

سأعبِّئهُ في قناديلكَ المُطْفأةِ

بزيتِ روحي الفوّاحْ…

و سأغسلُ عن رموش رؤياكَ

غَبَشَ الظلامِ المرِّ كالدُّفلى

لأفتحَ بابَ طفولتكَ النائمةْ

لتوقظَها العصافيرُ والقصائدْ ..

هذا الظلامُ ليس لكَ .. ليس لكْ

و أنا أنا .. أنا كُلِّي لكْ

فدعْني أمتصُّ حِبْرَ كآبتِكَ

زهْرةً .. زهرةْ

لكي يصحو فيكَ و فيَّ

طائرُ الفرحْ!!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى