قصيدة ” الجوابُ خائنٌ عميل ” للشاعر حسن رحيم الخرساني


تدوين نيوز – خاص
لم تستطع الشمسُ أن تقفَ على ضوئِها.ولا السماءُ .كانَ السوادُ يرفسُ الرؤوسَ..ثمَ يلهثُ هل من مزيد !
لم يفتح النهرُ فمَه ُ…كانَ حلمُه ُ مذبوحاً في عيون ِ الشهداء ..شهداءٌ مثلَ ندى الصباح يحلمونَ بزهور ِ السلام والحب والجمال ..
لم يكن الترابُ مُستعداً إلى قوافلَ القادمين..التاركينَ أمهاتَهم يفترشنَ بساط الدموع ..التاركينَ زوجاتَهم وأطفالَهم على أسرة ٍ من حطب ٍ قاس ..
لم يمتلكْ عزرائيلُ أسماءَ أرواحِهم، بل كانَ مشغولاً بعيون القتلة ..وصمت ِ القرابين المعلق في أحلام العصافير ..
المكانُ في صلاح الدين ..ولا علاقة َ للأيوبي بهم!
القاعدة ُ كلية ُ القوة الجوية ..عُرفتْ حديثا بـ ( أسبايكر ) تخليدا للطيار الأمريكي الذي أسقطَه ُ طيارٌ عراقيٌ سنة 1991 م ..
من هنا بدأ السؤال :
لماذا سُميت باسم الطيار الأمريكي وليس العراقي؟
الجوابُ خائنٌ عميل..حكموا عليه ِ بالمنفى ..وبالمنفى!
ومازالَ الغبارُ ينتظرُ ..كلُ شي ٍ جائع ٍ ..رائحةُ الدم ِ تغري أنوفَ المجرمين ..الحاملينَ معهم ظلا َ طويلا ً يمتدُ من أقصى قلوب ِ الخونة إلى أقصى البيت الأبيض ..
قالتْ الأسماكُ بأنها هي الشاهدُ الوحيدُ على طيور ِ الجنة وهي تُذبحُ في يوم ٍ ميتٍ ..
1700 شهيدا ركبوا قاربَ نوحٍ بلا أجساد ..ركبوا وفي أسرارِهم لغاتُ الطين ..طينُ سومر ..
أيّها العام الماضي ..نحن لم ننسَ ولن ننسى هؤلاء الشهداء الذين وضعوا أقدامَهم على اليوم الخامس عشرَ من الشهر السادس من العام 2014 …
لقد كانت السماءُ تحتفلُ بصعودهم إلى جنةِ الخلد ..وكانت جهنمُ تعصفُ صارخة ً : أُريدُ القتلة!
وكنا جميعا نحنُ العراقيين نُصلي بلا كلمات من أجل ِ هؤلاء الرجال ..النخيل!
سلاما للدماء الطاهرة
سلاما للشرفاء
سلاما لأطفالنا اليتامى
سلاما للأرامل
سلاما للعراق العظيم
ستبقى شمسُ الرافدين تشرقُ مادامَ هناكَ صوتٌ حرٌ ينادي أمامَ العالم بأننا اللغة ُ التي جعلتْ من هذا الكوكب منارة ً للحضارة!
تحية لشهدائنا جميعا
تحية للوطن الجريح