قصيدة ” مدينة الغريب ” للشاعر نجم محسن

الشاعر نجم محسن

 

 

 

 

 

في حديقة الورود هذه

يتمدد العالم فوق بساط العشب

فاتحا رئتيه للقوراب التي تدفعها الريح ببط

الغيمات الحالمة تبحر في المجهول

هل تسمع الاغنية المتمهلة  التي تنساب

على إيقاع الايام!

هل ترى ترددات انغامها

في انساغ الشجر واهتزازات الاغصان!

هل تسمع لغات العالم كيف تتشابك كالاغصان الملتفة

على بعضها البعض مانحة الدفء للغريب

انظر اليهم! كيف استطاعوا النجاة من المأساة باعجوبة

عبروا قارات سالكين طرق الشمس ومتبعين بوصلات الطير

في سباق مع  الزمن واضعين اعمارهم في مهب الريح

مؤمنون باخوة الانسان

مدينة مسافرة تلقي بمرساتها في الضباب

يهبط ناسها المتعبون للبحث عن

اوطان هادئة لاحلامهم التي عصف بها الدمار

هربوا من الموت ومن شراك مصائرهم

أمل بالنجاة والعثور على نهار مسالم

يشرق في عيون اطفالهم

المدينة نافذة على العالم

فم مليء بالكلام

قصص قادمة من اعماق التاريخ

مدن الاجئين غادرها ناسها

وتحولت الى حكايات مسافرة

في احلامهم متنقلة من فم الى فم

اغاني حالمة تبحث عمن يسمعها

بشغف وحشي

مدن المهاجرين تكافح كل يوم لصنع حاضرها

فاتحة ابوابها على الرغم من مايتجمع على صدرها

من عناء.

ان هؤلاء الغرباء الذين هم انفسنا نحن

يحكون قصة الانسان الذي يقاتل من اجل حقوقه امام ظالميه

قصة الدفاع عن الحقيقة ومناصرة الضعفاء

قصة تغيير التقاليد التي لم تعد تلبي حاجات الانسان لكي يعيش بكرامة

قصة الهروب من قيود الواقع واساطيره الى افاق العلم والايمان بالعقل

قصة الهروب من الامراض والجوع والحرمان ومحاولة فك الغاز الحياة

هي نفسها الحكاية التي تحدث في ازمان مختلفة

وامكنة مختلفة ودائما مانكون نحن ابطالها.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى