نصوص وشذرات للشاعرة المغربية لطيفة أودوهو


شذرات
بحرا أو بركة، كن ماءك
الليل مقاسات، أكبرها سماء وأصغرها حبّة منوم.
المسافة ما تقفه، ما تمشيه وصولك.
رحـِمٌ مُسرطن، رحـِمٌ عاق.
ليس أعقد من غابة، ليس أسهل من حريق.
المبادئ كالأصدقاء لن تعترف أبدا بأنك أنت من تخلّى عنهم.
يقف الموت مشدوها أمام هذا الكمّ الهائل من القتل.
لا ظهر للشّجرة وكلّ الضّرب فيها غدر.
للحقائب استعداد دائم للمغادرة.
حتى لو قامت حرب عالمية ثالثة، ما الجديد هذه المرّة غير نقل فظاعات الحمقى بالألوان.
الوقت ديكتاتور وساعات الجدران صوره المتجهّمة.
السّمكة التي تحتجزها للزّينة تشفق عليك مثل غريق.
عزّوا البيت أيضا في وفاة الأم، أمسكوا جيّدا بمقبض بابه، ربّتوا على عتبته وحدّقوا جيدا في نوافذه، عزّوه بحرارة، البيت هو ابنها البكر.
أحبّك بالوداعة التي في كلمة قيلولة والفداحة التي في كلمة أرق.
نصوص
على خطأ لا تعرفه،
تقضي الجدران عقوبتها
واقفة
وظهرها للخارج
ترفع الضّعيفة قدما لتستريح
فيظهر باب
تختلس الشقيّة النّظر إلى الخلف
فتظهر نافذة
بينما تلوذ العنيدة
بقصص خيالها
فتظهر أُسْرة
-/-
مدّ ظلّك لشجرة
أسند زهرة ذابلة على كتفك
مدّ يدك لجبل كي ينهض
قف على طريق مجرى الماء
وفي يدك مناشف للعرق
لا تقف في طريق الهواء
افتح له منافذ من بين أصابع يديك
أعر قبّعتك للشمس
ومظلّتك للمطر
وحذاءك للأرض
وبيتك للسماء
ولا تنس أن تشكرهم
لا تنس أن تشكرهم
واشكر أيضا
الطائر
والفراشة
والريح
والحقل
والنجوم
والقمر
والغيم
والنهر
والبحر
حين يتحدّثون
عن جَمال شِعرك
-/-
تخبر البطلة حبيبها بأنها حامل
ترفع الأمّ عينيها نحو الشّاشة
وتبتسم
تظلّ عيناها معلّقتين على المشهد
فتتّسعان
ويتّسع بيتها ذو الغرفتين
وقلبها،
ثم عابرا عروقها
يدبّ الدفء
متتبّعا مجرى الدم
و الكيماوي
فيسري على جميع من في البيت
ولأن الأمهات تفكّرن في الحاضر والغائب
يشقّ الدفء منافذ البيت
ويمضي هناك
حيث على رفّ بارد
في مختبر بعيد يُقيم
رحمها المغترب
-/-
بالأبيض والأسود
أحبّك،
بالألوان
قد نصبح مجرّد طيفين
عندما
تدور بنا الدّوائر
-/-
ارفع قدمك عاليا
بتهوّر طفل
بتفكير قليل أو منعدم
في العواقب
ثم انزل بها
و رُجّ هذه البركة التي
تسمّى حياة
-/-
أقفُ بصلابة باب
وحاجته أيضا
ليد تمسك به
كي يقطع الزّاوية الصّغيرة
بين العتبة والدّاخل
-/-
كأيّ امرأة عصرية
اكتفيت باثنين من الأبناء
قلق
و روح
ومثل أمّ تقليدية
ربّيتهما بالحبّ القاسي
الآن أجني
ثمار حبسهما بصدري
لا يكفّ قلق عن الصّراخ
ولم يعد بوسعي
سوى حمله على ظهري
والانصراف إلى أيّامي
تارة أناغيه
وأخرى اضرب على إليتيه،
في غفلتي هذه
خلسة تتسحّب روح مني
فيأتوني بأخبارها
ليلا تتسكّع
في كوابيسهم
-/-
حين رقّ الأرق
لحال البيوت
وهي تنوء بسقوفها
أشار عليها
بالعيون الأمينة
عيون المؤرقين الرابضة عند بابه
لتودعها إياها
وتنام مطمئنة
-/-
لم أصل
ولم أعد
بالمقابل
وعلى سبيل العزاء
أحاول
بلا جدوى
تقريب وجهات النظر بين الطرق
عند المفترق