مسرح الصورة عند صلاح القصب

بقلم / عصام حسين

تدوين نيوز – خاص

عصام حسين

ما المقصود بالصورة وماهي الصورة المسرحية ؟

الصورة هي فراغ مؤثث بالاشكال والكتل ، بالاضواء والظلال ، بالاوزان والاحجام وهي مرتبطة بالمكان بصفة دائمة .

وبكل بساطة نستطيع ان نقول ايضا ان الصورة وفي ابسط تعريفاتها هي اقتطاع جزء من واقع ووضعه في اطار واضفاء صفة الجمود والثبات  والسكون عليه  ومنحة  امتيازا تاريخي  لتخليد لحظة ما او شي ما ، وفق اشتراطات تدخل في خلق الصورة منها وبالاضافة الى ما  اشرت الثبات، التكوين، التوزيع ، الضوء ، اللون ،الزاوية

 المجال ، والخطوط. وقد تعددت مجالات الصورة الفنية واختلفت وسائل استخدامها وكذلك اغراضها ، فاصبح لدينا الصورة الشعرية باطارها اللغوي  والصورة القصصية باطارها السردي والموسيقى باطارها النغمي والصورة التشكيلية  باطارها اللوني   والصورة المسرحية  في اطارها الدلالي ،( ويعرف غريغوري غاتشف الصوره بانها ذلك الكل الفني المكتمل ،وان مقدمات الصورة تشكلت قبل ظهور الصورة الفنية بمعناها الاصطلاحي بزمن طويل ، وان جوهر الصورة في طوره الادنى تجلى ومنذ خطوات الوعي الاول في الفتش وما يتصل به خصوصا في التجسيد) .* الصورة قديمة قدم وجود الانسان وممارسته الوعي فقد كانت الصورة انعكاس على علاقة الفرد بالمجتمع  في كل العصور وقد مثلت الصورة في تكوينها الاول صراع الانسان مع الطبيعة ومحاولت هيمنته على الطبيعة .

والصورة نوعان صورة ثابتة وصورة متحركة ولايختلف اثنين من حيث تكوينها الا ان الاول تكون ثابتة والاخرى متحركة  وقد تجلت الاولى بوضح في الادب وبعض الفنون التشكيلية اما الصورة المتحركة فقد ظهرت بشكل واضح في المسرح والسينما . وحتى الثابتة في شكلها هي متحركة في جوهرها  كالصورة الشعرية مثلا.

 الصورة المسرحية

تحت شعار اعادة مسرحة المسرح نشر جورج فوتش مدير مسرح الفنانين في ميونخ عام 1909 سلسلة من التاملات كانت فحوى هذه المقالات هو المطالبة باستقلال ماهو مسرحي امام ما هو ادبي  ،وانه من الضروري اعادة بناء تاريخ المسرح المعاصر انطلاقا من مجال مختلف عن ما هو ادبي مبتعدا عن اللحظة التاريخية التي بدات فيها الدراما البرجوازية اظهار نفادها

وكان نيتشة من الاوائل الذين حذروا بشكل اساسي وجذري من “الاخطار المنبثقة عن التقليص الفكري لما هو مسرحي وتمادي المسرح في شكل الكلمة المحرومة مما هو جسدي *

انطلق مجموعة من المخرجين والمولفين في التحرر من التراث الرومانسي للمسرح متخلصين من كل ما يبعد المسرح عن استقلاليته فتنوعت بذلك التجارب المسرحية التي انبثقت عنها مناهج واساليب متعدده في المسرح. واخذت صفة استقلالية المسرح معان متعدده لدى هولاء المخرجين والمولفين كل حسب رويته للمسرح فمثلا يوكد ادولف ابيا على السينوغرافية  كنوع من انواع استقلالية المسرح. ويلخص فوللر العناصر التالية (ضوء ، لون ، حركة ، موسيقى ) كعناصر لتكوين العرض المسرحي توفر استقلالية مسرحية .وتوالت التجارب في المختبرات والورش المسرحية للبحث عن اطر جديدة للمسرح واخذت هذه التجارب مواقف متعدده مما كان سائدا في المسرح الاوربي انذاك فجات بعض التجارب كرد فعل للسائد المسرحي في تلك الفترة  فنرى بيسكاتور يهتم بشمولية المسرح وجعل التاثير الادبي على المسرح ثانويا ويوكد على تعبيرية المسرح ومثله يفعل مايرهولد حيث يتجه بتجاربه نحو الرمزية وعالم اللاوعي . ومن الافكار الاكثر اهمية التي صاغها ميرهولد في تلك الفترة هو وضع العمل في اطار. فالمخرج والمولف لايجب ان ينتجا عملا ، بل اطار يمكن للممثلين والمشاهدين استخدامها واستكمالها ، ويقول مايرهولد في هذا الصدد (اننا ننتج عن وعي عروض ناقصة ، لان التصحيحات الاكثر اهمية يجب ان يقوم بها المشاهدون ) ومن هذا القول سيستفيد صلاح القصب كثيرا في انتاج عروضة المسرحية وهذا ما ساتطرق اليه لاحقا.وقد بداء المسرح الاوربي يتخلى عن ادواته التقليديه ويتبنى ادوات اكثر تحررا وحميمية فكان ان ظهرت اتجاهات الحداثة في المسرح الاوربي والتي اخذت على عاتقها تطوير المسرح ومنحه استقلاليته حيث  انبثقت العديد من المذاهب والاتجاهات التي رفضت سلطة الكلمة والمثول الى ماهو مسرحي مستعينة بكل مفردات المسرح. ومن هذه الاتجاهات المهمة المسرح الملحمي لبريشت والمسرح التسجيلي لبيتر فايس والمسرح الارتجالي عند لويجي براندلو وبدات بوادر مسرح الصورة عند ظهور الافكار الوجودية عند سارتر وفي مسرحيات يوجين يونسكو  وتعتبر مسرحية ( ابو ملكا) للفريد جاري هي تجسيدا حيا لكل معاني التمرد على جمود المسرح وسخرية حقيقية من المسرح الطبيعي،  وكذلك مسرحية (ثديا تريسياس ) لابولونير التي اعتبرت اول مسرحية سريالية . وكذلك في مسرح العبث حيث عُطلت اللغة بشكل تام واصبحت عاجزة عن توصيل معانيها ، ويعتبر مسرح القسوة عند انطوانين ارتو هو الاتجاه الاكثر وضوحا في التاكيد على الصورة المسرحية ، وقد انطلق صلاح القصب في تاسيس مسرحة من خلال تطبيقة وبدقة متناهية كل ما نادى به انطوانين ارتو في بياناته حول المسرح .

فارتو يعمل وباستمرار ضد ثبات وتجميد الفكر والحياة بالكلمات ويقترح ارتو مسرحا يحافظ على الحركة نفسها اذ يقول ( انني اقترح مسرحا حيث تقوم الصورة العنيفة المادية بتهشيم وتنويم حساسية المشاهد ،ومن هنا يجب ان يكون المسرح قبل كل شي مسرح تجارب وليس مسرح اشكال ثابتة .فارتو يطالب بتدمير الالفاظ وبناء لغة مستقلة على اساس المادية المجردة دون الاشارة الى الواقع الخارجي ولا الى اللغة الموروثة ، هذه العودة الى ماهو مادي يزيح المسرح من مشاركته مع ماهو ادبي الى مشاركته مع ما هو منطقي عبر وحدة المجرد والمحسوس ، الموسيقى ، الصورة ، والجسد ، ويتم الوصول الى لحظة تحول سحرية يتم خلالها تجسيد الواقع بشكل مختلف ، والشرط الضروري لاسترداد السحرية للمسرح هي قطع الاخضاع للنص والبحث عن نوع من اللغة تقع بين الحركة والتفكير .

وبالفعل فان ارتو كان ضد الادب ، وعمل دائما من داخل الكلمة ومن هنا كان اصراره على وضع الكلمة في مكانها المضبوط في اعداد العرض المسرحي ،ورايه في ذلك هو ان ليس على الكلمة ان تُوضح ولا يجب ان تُنظم ، ولايجب ان تضع هيكلا ، بل يجب ان تنتج الكلمة صورة وموسيقى تسهم في التعبير عن العرض المسرحي ، ان تكون الكلمات على علاقة مع الحركات المادية التي تسببت فيها ، ان يختفي الجانب المنطقي والخطابي للكلمة . وهذا ما ذهب اليه القصب في عروضة ،

وقبل ان انتقل الى مسرح الصورة عند القصب ، ساوجز وباختصار بعض العناصرالتي انطلق منها مسرح الصورة عند صلاح القصب والتي هي خلاصة تجارب المخرجين الطليعين في المسرح الاوربي.

1 اعادة البناء الدرامي للنص.

2 اعادة صياغة النص وفق معاير حديثة

3 اعتبار المسرح مساحة مفتوحة للتجريب وليس للاشكال الجاهزة

4 التخلي عن الحدود التقليدية بين ما هو واقعي وما هو خيالي في الفضاء المسرحي.

5 احداث العناصر التالية في العرض المسرحي ، مفاجئة ، غموض ، عنف ، اثارة مشاعر

6 التاكيد على الوسائل البصرية في نقل الخطاب المسرحي .

ان ما يهم في التجارب المسرحية التي قام بها المخرجين الطليعين هو تنازل الكلمة عن جزء كبير من مجالها التقليدي الى اليات اتصال غير شفهي ، فالجسد مثلا يمتلك قوة تعبيرية اكبر من الكلمة . ونية مسرح الصوره هو عدم ابقاء اي اثر للرومانسية او الروحانية وان تاخذ ادوات المسرح دورها في ايضاح طاقتها الذاتية.

من هو صلاح القصب ؟                                                                                               

ـ كاتب ومنظر ومخرج واستاذ اكاديمي .

ـ اشتغل بالتدريس وتقلد الكثير من المناصب العلمية اهما معاون عميد كلية الفنون الجميلة في بغداد ومسؤل الدراسات العليا وخبير في المجلس الاعلى للثقافة والفنون في قطر.

ـ اخرج للمسرح الكثير من العروض المتميزة اهمها (الملك لير هاملت العاصفة العزلة في الكرستال حفلة الماس الخال فانيا احزان مهرج السيرك والحلم الضوئي)

ـ نظم ورشا مسرحية  في الكثير من البلدان العربية والاجنبية ، منها الاردن قطر لبنان الجزائر ورومانيا .

ـ شاركة في العديد من المهرجانات كعضو تحكيم منها مهرجان قرطاج مهرجان عمان ومهرجان بغداد

ـ له اصدارات عدة تاليف وترجمة اهمها مسرح الصورة بين النظرية والتطبيق ، وجماليات المكان في العرض المسرحي .

مسرح الصورة عند صلاح القصب.

مسرح الصورة هو اسلوب مسرحي ابتكرة الفنان صلاح القصب واطلقت تسمية (مسرح الصورة ) على العروض التي قدمها القصب .

ولايذهب مسرح الصورة بعيدا عما ارده الفنانين الطليعين في اوربا بل ان مسرح الصورة عند القصب هو اختزال لاغلب تجارب الطليعيين ، ويبدو واضحا ان القصب تاثر كثيرا باراء انطوانين ارتو فهو ايضا ـ اي القصب ـ يصر على استقلالية المسرح والتخلص من الاستبداد الادبي ، ويعتقد ان الكلمة لم تعد تصلح كأداة للتعبير الفني .واكد القصب في عروضه على الشكل والقيم البصرية للعرض المسرحي متجاوزا بذلك سلطة النص ، محاولا استنفار طاقة الفضاء المسرحي الى اقصى ما يمكن . وكثيرا ما اكد القصب في بياناته المسرحية حول مفهوم الصورة على الشعر كمادة رئيسية في تحقيق الصورة على الخشبة ، فهو يرى في الشعر مادة خيالية تتيح له الحركة في فضاء مفتوح تختفي معه الحدود الوهميه بين الواقع والخيال .

ويعتقد القصب وفق نظرة فلسفية ان الحياة هي ليست تلك التي نمارسها كل يوم ، بل ان هناك حيات اخرى متعلقة بكل ماهو جمالي تدور حولنا وتفلسف لنا الواقع على شكل ثيمات جمالية تاخذنا الى فضائات نلتقي من خلالها بكل اولئك الذين نعشقهم.

انتاج العرض المسرحي .

 العرض المسرحي عند القصب هو فضاء مفتوح للتجريب تتشكل مادته من مزج عناطر ومركبات بصرية تاخذ مادتها الاولى من الشعر والفنون التشكيلية والوجود

فليس للنص اهمية تذكر في مسرحة بل هو مساحة ضيقة ومهشمه للانطلاق في تاسيس العرض الرئيس. وان اضعف ما يكون في العرض المسرحي عند القصب هو الحكاية .اذ يقوم القصب بحذف الكثير من النص وقد يصل الحال الى حذف شخصيات رئيسية داخل النص ، فما يهم القصب من النص هو البعد الجمالي الذي يمتلكة النص سواء تجسد ذلك في كلمة او شخصية او فكرة.

اكد القصب على الممثل كادات تشكيل رئيسة في العرض ومنحة فضاء واسع من الحرية واطلق العنان له في اكتشاف امكانياته الادائية ، فهو لايقدم للمثل ارشادات جاهزة بل على الممثل ان يجد ذاته داخل العرض ، وكثيرا ما اتهم القصب بتهميش الممثل في عروضة المسرحية ، الا انني ارى ان القصب قد هيئ للمثل احتفالا طقسيا للتحرر من قوالبه النمطية وانعتاق جسده في فضاء حر يتشكل فيه الممثل وفق ما يرتئيه الممثل نفسة ، انسجاما مع دلالات العرض المسرحي .

تكرار المفردات اصبح لازمة تفرض نفسها في عروضه المسرحية فمنذ (احزان مهرج السيرك) والمفردات تكرر نفسها في العروض المسرحية ، حتى تفهم انك اذا اردت ان تخرج عملا مسرحيا وفق رؤية صورية فلابد ان تضع المفردات التي استخدمها القصب في مسرحيتك والا فلن يكون ذلك مسرح صورة ،ولقد قام طلابه بتقليده واستخدام نفس الاسلوب الا ان تجاربهم بات  بالفشل لكونها نسخ رديئة من اعمال القصب .واهم هذي المفردات كرات صغيرة ،مظلات ، الات موسيقية ، شريط سينمائي، الة كاتبة  واشياء اخرى .

أبعاد الحركة في مسرح الصورة

تشكل الحركة على خشبة المسرح هاجسا قلقا لدى القصب ، فليس هناك ثمة ما يوحي بالسكون والثبات ، فالمشهد بدلالاته البصرية متحرك باستمرار ، وتحمل الحركة في اغلب الاحيان طابع المفاجئة الغير متوقعة فمثلا نجد في مسرحية (الخال فانيا) ان الشخصيتين الرئيستين يجلسان الى مائدة طعام في مقدمة المسرح ويتحدثان لبعضهم بينما يدخل عدد من رجال الاطفاء بحركة افقية في خلفية المسرح.

وقد تثير الحركة المستمرة الريبة والغموض ، خاصة اذ ان القصب يتقصد احداث الغموض داخل العرض المسرحي ، وهذا ما دعى الكثير من النقاد الى اتهام عروضة بالغموض ، وفي الحقيقة كنت انا واحد من الذين يذهبون مرتين الى عرضه المسرحي حتى استطيع فك رموز العرض واستيعابه .

وفي رائي ان الغموض الذي اتهم به القصب لم يكن غموضا سلبي ولا يعني ذلك قصور في وعي صانع العرض او لوضع المتفرج في حالة من التشتيت اوالغوص في متاهات العرض بل هو حالة ايجابية حفزت المتفرج على ادراك قيم العرض المسرحي ومعطياته وفق تعامل ذهني بصري مبني على انفتاح العرض على المتفرج ومن ناحية اخرى هو قلة خبرة المتفرج اما هكذا عروض كانت عامل حاسم في الكثير من الاتهامات  خاصة اذا ما عرفنا ان العلاقة بين المتلقي والعرض المسرحي هي علاقة صِدام خبروي بين خبرتين رئيستين هي خبرات العرض وخبرات المتلقي .

فضاء العرض المسرحي اللامتناهي

عمل صلاح القصب لايتوقف او ينتهي عند حدود خشبة المسرح بل ان الخشبة تعيق في بعض الاحيان انطلاقاته الى فضائات اوسع تحقق له الوجود ، لذا كانت اشتغالات القصب تنصب على فضائين هما فضاء المسرح المليئ بالممثلين والمزدحم بالاشياء وفضاء مخيلة المتلقي ، وفي راي ان القصب عمل وراهن على هذا الفضاء في توصيل خطابة المسرحي اكثر من الفضاء الاول الذي تسوده حركة مضطربة ، ولو تاملنا عروض القصب التي اتسمت بالغموض ، وعنصر المفاجئة ، وتكرار المفردة ، وحرية الممثل ، سنجد ان كل هذه الاشياء مجتمعة لاتعطي صورة واضحة الملامح فالقصب لم يقدم صورا جاهزة بل انه يضع مقترحات دلالية نصب عين المتلقي ويدعوه الى استنطاقها وفق سياقات العرض ومن خلال قنوات العرض المسرحي (ممثل ، جسد ، ضوء ، موسيقى،) وهنا سيجد القصب ارضية خصبة واقصد بها مخيلة المتفرج وذهنيته ،لتاسيس عرضه الحقيقي عليها . فالعرض الحقيقي عند القصب يتأسس ويتشكل في ذهن المتفرج وليس على الخشبة .

فالمتلقي يكيف نفسة لاستقبال دلالات العرض المتهشمة وتجميعها في ورشته الذهنية لانتاج العرض الحقيقي، وبذلك يكون المتلقي قد سلم ذهنه بطواعية الى قائد العرض المسرحي الذي سيفرض عليه ملامح الصورة الموغلة في الخفاء  كونها تحدث في غياهب العقل ومن خلال ذلك تمكن القصب من فرض قانون تعددية العرض الواحد اي بمعنى اخر ان العرض القائم على الخشبة ما هو الا انطلاقة لعروض اخرى تُنتج انيا تتشكل وفق الرؤية الذهنية للمتفرج تتسم باختلاف ثيماتها اعتمادا على خبرات المتلقي ومدى قرأته الذهنية للعلامة وعلى اسقاطته التي تتيح له امكانية تاسيس عرضه الخاص، وقد يستغرق عرض المتلقي الذهني الذي انطلق اساسا من ايحاءات صلاح القصب الصورية وقتا اكثر من زمن العرض التاسيسي القائم على الخشبة اذا انها ستكون ملازمة للمتلقي لوقت غير محدد ، وقد تصتدم هذي العروض فكريا مع العرض الايحائي الموجود على الخشبة كون ان الدلالات ستؤول حسب اسقاط وخبرت المتلقي ،الا انها ستنسجم  جميعها بصريا مع العرض الايحائي لصلاح القصب لان دلالات ومقترحات العرض ستبقى عالقة في ذهنية المتلقي لفترة غير محدة خاصة وانها المادة التي اسس المتلقي عرضه منها .

خلاصة القول ان القصب يقدم دلالات مقترحة وايحاءات مقترحة ذات ملامح صورية لتاسيس صورة حقيقية في ذهن المتفرج وليس على خشبة المسرح فان مايحدث على خشبة المسرح ليس العرض النهائي للقصب بل هو الانطلاق نحو عروض بصرية تعتمد على اعادت تكوين الصورة كما هو الحال مع (لعبة البازل  Puzzl ) التي تعيد بناء الصورة المهشمة وفق المعطيات المتاحة بصرايا .وهذا بالضبط ما يقدمه لنا القصب مقترحات على الخشبة  لنختار منها ما يتلائم وخبراتنا عن طريق اعادة تكوين الصورة التي تحدث في ذهنية المتلقي لا على المسرح .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 المصادر.

الوعي والفن ـ تاليف  غيورغي غاتشف

*كتاب نشاة المأساة لنيتشه

– فن مسرحة الصورة ـ تاليف خوسيه انطونيو سانشيث

ترجمة وتقديم ـ د.خالد سالم

-مجلة مسرح ـ القاهرة

– سامي عبد الحميد ـ جريدة المدى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى