ادمان منصات التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الشباب
مقال للباحثة الاجتماعية دعاء عبد
تدوين نيوز – خاص
تعددت اسباب استخدام مواقع التواصل كالفيس بوك، انستغرام ،ومواقع اخرى تشغل المراهقين بشكل يومي ، البعض منهم يستخدم هذه المنصات لساعات طويلة من أجل الحصول على المال أو التعارف أو حتى التواصل مع الاصدقاء ، ولكن ما مدى تأثيرها على صحة الشباب الجسدية والعقلية ؟
هناك عدة دراسات تشير أن استخدام مواقع التواصل بشكل مبالغ قد يؤدي الى الكأبة، القلق، واضطرابات نفسية اخرى. نحن نعيش جزءا كبيرًا من حياتنا الاجتماعية على المنصات الرقمية اليوم ، وكذلك الحال على الاطفال والشباب حيث يبدأ العديد من الاطفال قبل عامهم الثاني بأستخدام الإنترنت بشكلٍ يومي ولما لا فهدة المنصات مليئة بالمتعة والاصدقاء وقد تكون جزء ايجابي وتحث على التعافي الصحي ، ولكن ما يجب أن نكون واعين له ان المنصات قد تكون مليئة بالتنمر والمعايير والقيم الغير جيدة التي لا يجب ان يراها او يسمعها الاطفال او المراهقين .
تقول المحاضرة والباحثة Lisa Thorell في جامعة Karolinska “هناك أجماع كبير في أن مواقع التواصل لها أثار سلبية على الصحة العقلية للشباب حيث تصفه الباحثة بأنه يشبه المخدر ومن السهل أحداث ادمان .
الرغبة الشديدة !
وتضيف الباحثة ” تكمن المشكلة الكبيرة تحديدا في ان الالعاب الالكترونية والمنصات الاجتماعية المصممة لأثارة الرغبة في استخدامها وهذا يعني ان اجزاء مهمه اخرى من الحياة ستفتقد عند الاطفال والمراهقين كالشعور بالرضا . بالإضافة الى ان الجلوس بلا حراك وعدم مقابلة الاخرين يساعد على بناء بيئة عقلية غير صحية “.
تظهر الابحاث ايضا انه كلما زاد الوقت الذي يقضيه الشباب على منصات التواصل زاد شعورهم النفسي بالسوء .
مامدى تأثير هذه المنصات على مشاعر المراهقين ومفهوم الجسد ؟
كما نعلم ان مرحلة الطفولة والمراهقة هما مرحلتان حساستان حيث تتكون وتتشكل مفاهيم حول الجسد والمظهر عند المراهقين تقول الباحثة Lisa في هذه الخصوص ” قد تتكون مشاعر سلبية عن جسد المرء اغلب الصور تحتوي على مثل محددة بالنسبة للجمال ، هذه الصور قد تولد مشاعر سلبية وسلوكيات مضطربة خاصة عند الفتيات” .
من الشائع ان ينتهي الامر بالشباب في دوامة سلبية وتدني احترام الذات مما يقودنا الى مشاكل نفسية اجتماعية .
ما علينا فهمه ان خوارزميات محددة تتحكم في ما نراه من خلال منصات التواصل الاجتماعي ، على سبيل المثال اذا كنت تشعر بالسوء ولديك افكار سلبية حول جسدك ، فمن المحتمل ان التدفق يتكون من محتوى يقوي تلك الافكار .
وتأتي المحاضر الاول والاستاذ المساعد في جامعة Linköping Anette Wickström
لتؤكد على ان المشكلة تكمن في سرعة انتشار المعلومات التي قد تكون مغلوطة حيث يتم نقل اغلب القواعد والمعلومات المتعلقة بالصحة الجسدية والعقلية على وجه الخصوص الى حد كبير من قبل المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي ، لهذا من المهم تشديد الرقابة وتثقيف العاملين على المنصات وتبنيهم تحت دوائر ومنظمات خاصة .
ترى انيتا الذي بحثت لعدة سنوات في الفجوة ما بين الصحة العقلية والصورة المجتمعية ، ان “من المهم البحث في المجال الذي يقيس مدى شعور الشباب بالسوء تجاه وسائل الاعلام الرقمية ، مع تفهم وجهات النظر لدى الشباب” .
فمن المهم ان لا نخفي صوت الشباب ولكن ان نكون على معرفة ودراية ان المنصات هي من تغرز القيم والعادات في عقول الكثير من الشباب ، وتؤثر بشكل او أخر على مفهوم الصورة الذاتية .
ولابد ان يكون هناك هدف واضح من استخدام الشباب لهذ المنصات مع ضرورة وجود جمعيات ومنظمات اجتماعية تنشر الوعي وتقود حملات توعوية فيما يخص عالم المنصات الرقمية .