ثقافة الكراهية والذكورية في المسرح العربي
كتابة:كريم جمعة /فنان مسرحي عراقي مقيم في ألمانيا
تدوين نيوز -خاص
ثقافة الخوف والكراهية
كانت ثقافة الخوف والكراهية هي الثقافة السائدة بداية الثمانينيات ،الخوف من الدولة والمشاركة ،والإنتاج ..المثقف لم يكن قادر بالتعبير عن الحرية في الإنسان ومايختار في حياته الخاصة والتوجه كان وبكل قوة هو التعبير والتكلم بديل عن السلطة ، سلطة الحزب ، ولهذا كنا نعتقد ان الحرية هي الفوضى،رداً على النظام الزجري والنسق السياسي الردعي كنا نعتقد ان الحرية هي انعتاق من القانون ، من المؤسسة ، والحزب وسلطة الأستاذ الذي كان يجيد تعلمنا الكذب (والكره) لم نتعلم في مرحلة الثمانينيات غير الكره والكراهية .
وللحكم على مشاعر الكراهية مراعاة امرين
١- يتعلق ببواعث الكراهية
٢- بآثار الكراهية
في الأول تتجه إلى صفات خلقية مثل اللون والانتماء العرقي أو الجغرافي ، أي ان كل شي لا اختيار للإنسان فيه ٠ وفي الثانية في الأفكار ، والأخلاق والاختلاف في المعتقدات أي الاختلاف بين الحق والباطل والخير والشر والفضيلة والرذيلة ، طبعا الحديث الآن عن التجريب لتهديم مرحلة التاسيس الذي كان يقودها مخرجين كبار مثل جاسم العبودي إبراهيم جلال سليم الجزائري سامي عبد الحميد بدري حسون فريد قاسم محمد
البداية صار للتجريب بيت ورواد ،وضهور المثقف المتسلط وتعميق سلطة الأستاذ لتقنين سلطة الكره والشخصنة ،الصراع في الوسط للتسقيط والكراهية وبدل من الاختلاف والتقويم ،ابتعدنا عن القديم لأنه اصيل وصعب وتماشيا مع متطلبات المرحلة وهي التواصل مع التطورات العالمية في المسرح تجاوزنا مرحلة التاسيس دون ان نفهم كل شي فيها ، ولم نفهم مفهوم التجريب الذي كان يعني امتزاج القديم في الجديد ، اختلقنا الجديد لأنه مبهر فقط وسهل ولأنه فوضوي أي انه يقترب من حدود فهمنا السطحي للحرية بدأنا نختلف بالمنهاج الواقعي يكره الكلاسيكي ، والتعبيري يرفض الواقعي ، وانصار الحداثة يطالبون باجتثاث كل المنهاج في تلك الفترة نسينا المسرح والفن وفتحنا آفاق جديد لثقافة العولمة ، الثقافة الذكورية
الثقافة الذكورية
بعد هزيمة الاتحاد السوفياتي في افغانستان وظهور القطبية الأمريكية التي كانت تستعد للسيطرة على العالم وغزوه باسم الديمقراطية ، وضفت وبشكل مدروس (هوليود) وإنتاج موجة أفلام (روكي) تاكيدا لثقافة القوة بتبرير ديني اخلاقي القتل بالفتوى الذي مهد لغزو افغانستان والعراق ومن بعد ليبيا.
ومن مظاهر هذه المرحلة (الثقافة الذكورية) والتبشير بالفوضى الخلاقة والتمهيد لضهور الدواعش الفكر البديل عن (الرومانسية والحداثة)
في هذه المرحلة انتهت الثقافة وانتهى المثقف وصار(هاملت)نموذج للمثقف (الأنثوي) و(ماكبث) هو النموذج القادم والصاعد للمثقف الذكوري ،وساعد في ترسيخ هذه الثقافة وسائل الاتصال الاجتماعي الذي توجه بخطابه الأكثر الحساسية والتطرق لمناقشة (الدين والجنس)
وإذا اردنا ان نتأكد من علامات الثقافة الجديدة
⁃ المثلية الجنسية
⁃ صعود اليمين المتطرف في اورباء
⁃ صعود الدواعش (النموذج العربي)
⁃ التطبيع
وبعد الثورات الملونة ، والربيع العربي ،وظهور الإسلام السياسي وتهميش الآخر واختفاء الطبقة الوسطى في كل المجتمعات العربية وتهجيرها ، وانبطاح المثقف العربي وبيع القيم والأخلاق باسم حقوق الإنسان والديمقراطية ويجب ان يموت الإنسان بأسلحة ذكية
الخلاصة
ان تشعر بالخوف في أي مكان دخلته أنت إذن حضرة المقدس ، التطهير من المخاوف ،،أمام البحر نشعر بالخوف والرهبة ، في الصلاة ومواجهة الرب نشعر بالخوف والرهبة ،أمام الموت نشعر بالخوف والرهبة
في المسرح يجب ان يكون التطهير ،وإذ غاب هذا الفعل انتهت قيمة المسرح وهذامايحدث الآن ،نحن في زمن الشيخوخة زمن الموت ونهاية العالم بالحروب والأمراض نحن في زمن يملكه تجار الدواء والسلاح.