ساحات الخرطوم تتحول الى مقابر…
تدوين نيوز – خاص
تحولت العاصمة السودانية الخرطوم، التي كانت تضج بالحياة والنشاط، إلى مدينة للأشباح والمقابر. فبعد اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل، شهدت المدينة تحولات مأساوية دفعت بالناس إلى دفن موتاهم في الشوارع والساحات والحدائق العامة، في مشهد مروع يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تعيشها البلاد.
جسد المدينة يتحول إلى مقبرة جماعية!
و يخشى الكثير من الناس النزوح من منازلهم، مما يدفعهم إلى دفن موتاهم بالقرب منها، وفي هذا تتواتر روايات عدة لمنازل ومدارس ومحطات مياة تحولت إلى مقابر
يشكل هذا المشهد المروع صدمة نفسية كبيرة على الناجين، ويترك آثاراً سلبية على صحتهم النفسية، فلا شيء أكثر رعباً من ان تنام ليلاً وأحد احباءك مدفون في باحه المنزل.
لم تعد الخرطوم تعرف معنى الحياة، فقد حلت مكانها أجواء الحزن واليأس. فبدلاً من أن تكون المدينة مكاناً للتجمعات والاحتفالات، واصوات اقدام التلاميذ في طريقهم إلى المدارس، وتعالي الصلوات من دور العبادة، أصبحت شاهدة على فاجعة إنسانية لا مثيل لها. فالساحات التي كانت تشهد مواكب تطالب بالتغيير والحرية والكرامة ، تحولت إلى مقابر جماعية، والحدائق التي كانت ملاذاً للأطفال والعائلات، أصبحت مكاناً لدفن الضحايا.
جعل من الصعب نقل الجثث ودفنها بطريقة لائقة.
إن ما يحدث في االعاصمة السودانية الخرطوم هو جريمة ضد الإنسانية، ويتطلب تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والضمير العالمي، السودان يستغيث، وشعبه يئن تحت وطأة الحرب والدمار والخوف من المستقبل المجهول.
أدت الحرب الدائرة إلى مقتل أعداد كبيرة من المدنيين، وتدمير البنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمقابر، كما ان هطول الرصاص الحي والقذائف بشكل لا يتوقعه السكان.
قالت كلية لندن للصحة العامة، إن تقديراتها تشير إلى أن حرب السودان أودت بحياة (61) ألف شخص من المدنيين في ولاية الخرطوم، خلال الفترة من منتصف نيسان/أبريل 2023 حتى حزيران/يونيو 2024.
قالت كلية لندن في تقرير نشرته حول السودان إن الأرياف هي الأقل توثيقًا للوفيات خلال الحرب بسبب انقطاع الكهرباء والاتصالات
ونشرت كلية لندن للصحة العامة، تقريرًا على موقعها الإلكتروني يعد الأول من نوعه، يتحدث عن حالات الوفاة في حرب السودان وأسبابها المباشرة وغير المباشرة.
وقال التقرير، إن التقديرات تشير إلى أن عدد الوفيات الناتجة عن العنف المتعلق بالحرب في ولاية الخرطوم، يبلغ نحو (26) ألف شخص، وهو رقم يتجاوز العدد الذي قدر للوفيات بسبب الحرب والذي يبلغ (20) ألف شخص.وأفاد أن الوفيات الأكبر كانت في إقليم كردفان ودارفور بنسبة 80% و69% على التوالي، وهي وفيات ناتجة عن العنف المتعلق بالحرب، مما يشير الى استمرار العنف الممنهج في المناطق المعروفة تاريخيًا بالنزاع المسلح.
وأكد التقرير أن أكثر من 90% من الوفيات لم يتم الإبلاغ عنها في ولاية الخرطوم، سواء كانت بسبب العنف الناتج عن الحرب، أو أسباب أخرى. مما يشير إلى أن حصيلة الوفيات في باقي مناطق السودان أعلى بكثير من المذكور.
وأوضح أن الوفيات بين المجموعات القاطنة في الريف وذات الدخل المنخفض، أقل توثيقًا بسبب انقطاع الاتصالات والكهرباء، وأغلب الوفيات لم تسجل في البيانات الرسمية، واستخدم باحثو كلية لندن للصحة العامة أساليب الالتقاط وإعادة الالتقاط.
وكانت لجنة مقاومة شمبات في الخرطوم بحري قامت بنشرت مساء الأربعاء، صورة لملعب كرة قدم تحول إلى مقابر وسط المنطقة، بسبب تزايد الوفيات وصعوبة الوصول إلى المقابر العامة لانعدام الممرات الآمنة.وتحولت ساحات عامة بما في ذلك المدارس إلى مقابر لضحايا الحرب والموتى، بأسباب متفاوتة خلال الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي تقترب من الشهر الـ (19) شهرًا.