شللُ العقول جعلَ التصفيقَ دواءً مجربًا
مقال للشاعر حسن رحيم الخرسلني
تدوين نيوز – خاص
لا مكانَ ولا زمانَ للذي لا وجودَ لهُ
وهذان العنصران هما بلا شك يشكلان ذلكَ المتغير ولا يوجد هناك شيء ثابتٌ وذات حقيقة راسخة يسكنُ بينهما . من هنا أرغبُ أن أتناولَ الإنسان باعتبارهِ جزء من العالم المتغير , وخاصةً أريدُ أن أكتبَ عن مفهوم ( الخوف ) الذي ولد مع الإنسان وتربعَ بداخلهِ ولهُ مفهومٌ واحدٌ يدركُ معناه الجميع.
إن هذا المفهوم كما أرى ـ الخوف ـ لم يظل راسخا بمعناه المتفق عليه بل راحَ يلبسُ أثوابا متعددةً أخذت على عاتقيها مفاهيم أخرى بألوانِ الحالةِ التي استقرت عليها.
ولا أريد أن أتطرقَ إلى جميع تلك المفاهيم التي أدركُها لهذا الفعل ـ الخوف ـ ولكن أحببتُ أن أتناولَ مفهوم الخوف لدي الأدباء أو الذين دخلوا الفنَ باعتبارهِ خيمةَ تضمُ تحتها جميعَ الأجناس الإبداعية.
لذلك أنا أرى يقينا أن غالبيةَ المبدعين يقعونَ في قبضة الخوف الجديد الذي هو الحصن الحصين لهم.
لهذا أقول .. لكي تستمرَ مع الآخرين عليكَ الخروج من خلال الباب الذي يرسمُهُ لكَ الخوف لتبقى على ظهر السفينة تشارك الجميع آراءهم وتشرب معهم ما تطرحهُ وما يطرحونه لكَ من لعبة الأدب أو بقية الفنون برمتها. أعلمْ أنكَ حين تحاول أن تخرج من سلطة الخوف فأنك بلا شك ستواجه التيارات المختلفة والتي ربما تقذفُ بكَ إلى أعماق البحر وتصبحُ حينئذٍ من الغائبين.
أذن عليكَ أن تكونَ عاقلا ومفكرا ناجحا وأن لا تغادرَ هذه الخيمة ـ الخوف ـ لتبقى على ظهر السفينة ولا تنحرف عن مسارها اللامستقيم ـ المستقيم ـ الذي يجعل التصفيقَ دواءً مجربا ويمنحكَ العقلَ كي تستمتعَ بهذه الجنة!!