“صورة على الجدار” وقصائد اخرى للشاعر التونسي جميل عمامي

الشاعر جميل العمامي

تدوين نيوز – خاص

 

 

 

 

فوران

مخافة ألا تأتي
أمسح على الحائط البارد
فواران أصابعي
و أنظر من وراء النافذة
إلى الشارع الذي أتوقع انك سوف تطلين منه
باسمة كشمس افريقيا.
أعرف أنك غير اتية
لكنني أقف خلف النافذة
ماسحا بأصابعي الساخنة
برد العالم دونك

**********

ريح الحادي عشر من نوفمبر التونسي

على الإسفلت  المعبد

بدهسات العجلات المطاطية

تصفر ريح الحادي عشر من تشرين الثاني

تتناثر أوراق الكستناء فوق رؤوس المارة

المسرعين نحو أيامهم الخاوية

كنت بينهم بخطى متثائبة

بمعطفي الأسود أختبئ عن فضولهم .

************

صورة على جدار

لم يكن ثمة في البيت ما يسدّ حاجتك للحياة ياولدي “تقول أمي”

من ثقب قماشة سوداء كورتها الجدة

ليلة العشرين من نوفمبر سنة من سنوات القرن الماضي

ولدتَ قرب شباك كنت أطل منه على القمر بانتظارك

هذا كل شيء لم تكن ثمة علامات تدل على اختلافك عن بقية إخوتك

غير الوجع الذي حرمني النوم ليال لا حصر لها

حتى ظننتك لعنة حلّت بأمك من فرط ما انتظرت قدومك .

كبرت بسرعة لم أعد أذكر معها أنك كنت طفلا .

كل ما أذكره أنك كنت شديد الولع بشجرة “البطوم” القريبة من البيت

كنت تحج إليها كلما نهرك الأب من كثرة الشغب .

تلك الشجرة كانت أمك أكثر مني …

كنت تتهجى العالم في صعود جذعها الهرم المثقوب

…كنت تحنو على تجاعيدها مثل راهب يتعبد .

لم يعد ثمة ما أحدثك به …

تقول تلك الصورة بالأبيض و الأسود المعلقة على الجدار

المقابل صورة أمي الشجرة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى