في موقف الحب …. شعرية الذات وتحولات الأشياء
بقلم / نصير الشيخ
تدوين نيوز – خاص
ــ ترى هل يكون بوسع الحب ان يبعث حياة ما في دواخلنا،وأن بذاره هي ربيع يتجدد ويجدد الرؤى الشعرية فيما تمنحنا إياه الحياة، بهذه الجملة الحاملة لفكرتها والمنصاعة للصوغ الشعري يضعنا الشاعر ” حبيب السامر” على مسافة أسئلةٍ في مجموعته الشعرية ” على قيد الحب” والصادرة عن دار الروسم /طبعة أولى 2018.
من هنا يظل البحث عن أقانيم أكثر نقاء للوصول الى معنى ينشده الشاعروهو يجوس بعصاه تلك الإراضي البكرمن عوالم اللغة لاقتناص المدهش عبر مجالدة كبيرة، يكون فيها هو الرائي أحيانا والفاعل والخائب والمطعون بسيف الحلم.ذلكم هو الشاعرفي موقفهِ الصوفي وهو يرقب العالم وتحولات الزمن وحركية الأشياء،كلها في مسيره لإحتطاب اعناب اللغة وتسطيرها سلالاً مدهشة.
(( يشاع أن الشاعر أقتفى أثر نصهِ،
وحين أهتدى اليه / أكتشف أنهُ أنثاه !!)) ص16
ــ نكتب عن الشاعر الرائي،ونتوقف عند الشاعر المتأمل،ونتلصصُ عند شرفات شاعر الفكرة والوجود، لكن تستوقفنا هنا إشارة جلية ،وهي أن يكرس للحب ومنعطفاته ” كتاب” أي ديوان شعرلهو شيء يجدد فينا نبض الحياة في زحمتها وتلون إيامها وتماوج صحبتها، من هنا يصحبنا ” حبيب السامر” في عنواناته المتضمنة ” قصائد الصورة ” المتشكله من الفكرة المتيقظة لديه، ممزوجة بدفق التصويرالشعري، ليقف بنا عند نقطة إفتراق الطرق،وهو ماضٍ في بذار أسئلته على الدروب،أسئلة متمازجة مع الصوغ الكلامي للحب مفهوما ورغبة وتعبيراً،وهل من كلام لايقال من بعدُ عن ” الحب” في أرومة الشعراء قديما وحديثا.
هل تكفي الأنا بمواجهة هذا المد العاطفي الذي يمنحه حضور” المرأة” كينا وعاطفا وانوثة، كي يترجم الى موقف وجودي يكون الشعرفيضهُ والقصيدة عنوانهُ.
(( أنا من يغسل بالليل كل هذا الندم
ويستجيربالحب كلما حاصرته الخيبة
أنا التوتُ فوق شفتيكِ
قلب الهدنة في جسد لايحتمل الطعن
يشاكس الضوء في غفلة من الغيم)) ص14
ــ للحب تاريخ طويل مفعم يتجلى دائما في في حضوره وغيابه،وانتعاشه وخمودهِ في بيئته وحقوله، لكنه ظل نبعاً عذباً مزداناً وعابرا لجغرافيا الأمكنة، مرواداً خساراته،كاتباً سردياته التي لاتقف عند حافات الذبول ..!!!
الشاعر حبيب السامرفي مجموعته الشعرية ” على قيد الحب / قصيدة” دون وقائع كتبتها الأيام والدقائق والأنتظارات وربما القبلُ المؤجلة والبعد والقرب ،عبر صور شعرية أباحت بقولها الشعري في كثافة اللغة وتشذيبها من البوح العاطفي العابر لمركزة الفكرة،من هنا أخذ الشاعر زاوية نظرمحدثة في النظرالى ” الحب” كونه فعالية إنسانية دائمة الوقوع في حياتنا،وهو توقيع زمني لمجمل الحضور الإنساني العابرل” بكائيات” مدونات قارة في الشعر العربي ووهجها المستعر!!
(( أفتح بابي أجدكِ زنبقة
تردد لي : أشتاقك / تسكنني المواعيد ولحظات الذهول )) ص35
وصولا الى توحد الذات مع محيطها وكأن الإغتراب صفة ملازمة للذات الشاعرة رغم تجوال أطياف الحب في مداره :
(( بما لايطاق/ نستلُ خيطاً من شمعةٍ
بلغت رعشتها/ أقصى الذعر
ونرضى بأغنية لاتشيخ أوتارها )) ص41
هنا يجدد حبيب السامر حضوره مصطحباً معه ” الحب” تجربة وغواية حياة عبر مروره بدروب الحياة ومنعطفاتها، بخطى لاحت فيها رؤى الشاعر وهو يقتنص معالم الأشياء ومعناها، ليكتب لنا ” على قيد الحب”.