قراءة تحليلية لرواية “جار قلبي” للكاتبة سراب سعدي

بقلم نوح الربيعي

تدوين نيوز – خاص

كنت مصمم منذ البداية على اقتناء هذه الرواية وحصلت عليها بالفعل وأنا اتجرأ اليوم أن أكتب هذا البحث البسيط واستميحها عذراً أن قصرت في بحثي ولكن عنوان الرواية اجبرني على التأني في الكتابة لأن مافيها من مصطلحات إنسانية وقفت عندها كثيراً وهي مشكورة عليها والشيء الآخر صورة الغلاف فقد اختيرت بطريقة تجبرك على النظر إليها مراراً ولها معنى كبير سأتطرق إليه لاحقاً ..

أن كلمات الاهداء أجزم ان السيدة الكاتبة ارادت أن تُنبهنا إلى شيء في غاية الأهمية ويجب أن لا نتهاون بالالتزام به ( كل من يدرك أن الحياة تحتاج الجهد لينجو منها بسلام دون أن يسقط في مستنقع الملذات الزائف).

المقدمة..

أدخلتنا الكاتبة في فلسفة حياتية جميلة، بكلماتها وأنصح القارىء لهذه الرواية أن يكون من محبي القهوة أولاّ لأنه يحتاج إلى وعي تام ويتامل كثيراً  وأقولها صراحة لو كنت متبع لهذه النصائح منذ زمن طويل لكنت أفضل ولكن الحمد لله…

الفصل الأول:

أرى أن السيدة الكاتبة من أهم اولياتها أن تنبهنا إلى شيء مهم لاحظته في كل الروايات وهو ان لا نجعل الأبناء هم الضحية دوماً وهذا ما نجده في شخصية إيهاب وما آلت إليه من الوقوع بالخطأ بداية شبابه ومع الأسف نفتقد إلى حالة الحوار داخل الأسر  أعجبني كثيراً اعترافات إيهاب باخطاءه  عكس شخصية كريم الصديق الوفي كما كان يعتقده إيهاب في بداية الأمر وهذا الفصل يعتبر درس قاسي وحد فاصل استفاد منه إيهاب قبل فوات الأوان لأن الإنسان يقع بالخطأ لكن عليه أن ينتبه ويرجع إلى طريق الصواب وليس عيباً أن نصلح من شأننا إذا أخطاءنا وهذا الدرس المفيد يحسب للكاتبة  لأنها ذكية جداً  كونها تطرقت لموضوع يبتعد عنه الكثير من الكُتاب ولا أعرف السبب لأن من واجبهم  بناء جيل من الشباب المثقف الواعي .

الفصل الثاني:

أرادت الكاتبة إختبار مفهومنا للحياة من خلال هذا السؤال ..هل ممكن للألم أن يكون هو سبب النجاح؟ .

سؤال كبير يجب على كل من يقرأ الرواية ان يعبر عن مفهومه لهذا السؤال ، الفصل الثاني هو بداية الألم الحقيقي لإيهاب وهو أحد أهم أسباب نجاحه لاحقاً نعم أيها  السادة الألم والظرف القاسي هو سبب النجاح والامثلة كثيرة على ذلك لأن وجود كريم في حياة إيهاب بداية الأمر لا نقول سيئة جداً ولكن غير موفقة  هذا من جانب، وخروج إيهاب من بيته على أثر مشكلة مفتعلة من شخصية ظالمة جداً أجبرت إيهاب على ترك المنزل وهذا أول قرار يخرج من شاب ليس له خبرة بالحياة وقد يكون مجازفة! ، لكن اصراره على النجاح أعجبني كثيراً وهذا ما ارادت سيدتي الكاتبة أن توضحه لنا

أن لا نجعل المشاكل والألم شماعة نُعلق عليها فشلنا لكن نتوكل على الله ونترك الماضي القاسي في زاوية من الذكريات

أعجبتني حالة الإلتزام الفكري والتي مر بها إيهاب وابتعاده عن شخصية كريم صاحب المغامرات الوقحة مع الأسف .. تفكير إيهاب الصحيح وقرار الذهاب إلى مصنعه الصغير الذي ورثه من جده والاهتمام بعمله تاركاً وراءه كل شيء حزين ..

الفصل الثالث :

في مقدمة الفصل كلمات وقفت عندها كثيراً وهي المغريات والشخص العقلاني كيف ينجو منها فقد قامت السيدة الكاتبة بخطوة درامية حول علاقة إيهاب بكريم والتحول الكبير بالعلاقة بينهم مع العلم أن حالة كريم ليست حالة فردية في وقتنا الحالي ويجب دراستها بالفعل والاستفادة من هكذا تجارب .

تطور الأحداث ونجاحات إيهاب بالعمل وشراءه أول منزل في حياته واجزم هنا أن قصد السيدة الكاتبة عندما وضعت صورة الغلاف فيه باب محاط بالورد أرادت أن توضح أن باب السعادة والأمل بالحياة  موجود والسعادة لا تأتي بالمال لكن بالرضى والقناعة . استقر إيهاب في عمله ومنزله وهنا كانت النظرة التاملية الجميلة بين إيهاب ولجين فيه الكثير من الاحاسيس الصادقة من إيهاب ورأيت من خلال تسلسل الأحداث أن الإنسان يدخل في امتحانات كثيرة هل سينجح فيها أم لا ذكاء الكاتبة هنا يجيرنا  على تخيل الأحداث والتشوق لها لأننا كبشر نحمل الكثير من العواطف والأحاسيس ولكن يجب السيطرة عليها حتى لانقع في مستنقع  الملذات كما وصفته السيدة الكاتبة..

وهنا نصيحة اقتبستها من خلال الأحداث ان علينا مراجعة حساباتنا حتى نتجنب الوقوع في مشاكل ولا نعطي الثقة الكاملة لأي شخص إنما نعطي لكل شي مساحة معينة لا يتجاوزها إطلاقاً .

الفصل الرابع:

أعتقد أن السيدة الكاتبة قد تعبت كثيراً في كتابة هذه الرواية حتى تخرج إلينا بهكذا نجاح مع كل ما ورد من كلمات مهمة أنصح بالالتزام بها موعظة جميلة وأنصح الشباب المثقف أن ينتبهوا لها هو أن تعرف ما يفكر به كبار السن فهم مدرسة بالفعل ، وفي مقولة قديمة تقول (جالسوا كبار السن فهم حقل للتجارب أستفد منهم) وهنا جدة لجين وبحبكة درامية جميلة اعتقد انها ادخلت إيهاب في امتحانات كثيرة حتى توصلت إلى قناعة انه لا يوجد انسان يحافظ على حفيدتها لجين غير الرجل الوفيّ إيهاب

لحظات السعادة التي مر بها إيهاب خلال الأحداث وحالات التأمل التي احببتها ومشاعر الحب الصادق..

الفصل الخامس :

ما يحمل هذا الفصل من أحداث  كثيراً خيبة أمل بصديق العمر وخيانة الأمانة وطلب زوجة كريم هو من أقسى الامتحانات لولا لطف الله ووعي إيهاب للأمر ،  وكما قلت صدق إيهاب وبناءه لحياة خاصة به وحبه للخير ومساعدة اخته وزوجها أكيد كل عمل خير لا يذهب سدى لابد أن تكون هناك جزاء وفير من الله .. الجميل في هذا الفصل يتبين في علاقة لجين بايهاب وتدرجها لحظات الصبر من أجل من نحب لها أثر كبير في بناء علاقة صحيحة، لجين كما أرادت الكاتبة بنت لطيفة حساسة وشعور اليتم مسيطر عليها بعض الشي وهذا ما جمعها بإيهاب اليتيم أيضاً .  تسلسل الأحداث بشكل ممتع ومساعدة إيهاب ووقوفه لأم كريم في موقف صعب جداً  رغم الخيانة إلى أنه لم يتأخر عن الوقوف معها

النهاية السعيدة والجزاء الحقيقي زواج إيهاب من لجين ختمتها سيدتي الكاتبة بصورة جميلة جداً اغلقت صفحات الماضي بكل أحزانه ومشاكله نهاية احببتها جداً واقولها بصدق فرحت بها وابتسمت كثيراً كونها نهاية ملهمة..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى