قصيدة ” احب الدفن القديم” للشاعر حيدر كرار العنكوشي

تدوين نيوز – خاص 

الشاعر حيدر كرار العنكوشي

 

 

 

 

 

أحب الدفن القديم

حيث كان يموت أحدهم

ترسل جثته على النهر لتسير نحو النعيم أو نحو الإله

لا أعلم أن هذه حقيقة او لا

فلا يختلف الأمر معنا   كما هو الآن

مرة الغربان تعلمنا

و مرة الأمواج

و مرات كثيرة الدخان

و لا أعرف ما المرة القادمة التي سنتعلمها

لربما أن يطلقونا في صورايخ الى الفضاء

و يمسكنا الله بذراع مطاطية و يقبل رؤوسنا

و ربما ينحت من أجسادنا كوكب او مجرة أخرى

من يدري ربما كل هذه الأرقام كانت انس

جسد

إلا الشمس كانت إمرأة

يحلو لي طريقة الدفن القديمة

ضعوا جسدي في المحيط الهندي

ستستلقي جثتي كجريده على الأرض

و ربما اساعد قرش ما بأن ينظف أسنانه بعظمي

و يعود لعائلته قائلا اكلت وجبة دسمة

ولربما تصبح جثتي قنيلة في داخله

وينفجر و انتشر في الماء   أكثر من الماء لونا

و لأننا مستهلكون

ساسقط من حنفية  أحد الفلاحين الأوروبيين

‏ الذين تعبوا من حرث الأرض

يريد أن يغسل وجهه

يغسل .. يغسل بشدة

و عندما يرفع رأسه أكثر الى المرأة يلتصق وجهي به

‏و يذهب هارعا لزوجته يقول لها

ما هذا !

لمن هذا الوجه كأنه خلق من مدفعية

هذا الدخان الذي عليه دخان حروب

تستغرب زوجته

و تهرب عنه

و ينام طول الليل تعب

ويسقط وجهي

‏كما تسقط أسنان الأطفال حين يطلقون عنانها للشمس

اسقط بخفة دون أن يدري أحدا

أن هذا الوجه صار يكبر وحده

‏و يخاف و يبرد وحده

ويسمع و يقرأ عدد المقتولين في كل الحروب

و يتمنى أن يدفن بالطريقة القديمة

أن يستيقظ على هيئته الحقيقة

مني سقط من جسد عاهرة

‏ توسلت لرجل ما أن لا يجانسها

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى