قصيدة ” المغربيُّ آخِرُ مَن يموت ” للشاعرة المغربية منى وفيق
تدوين نيوز – خاص
تُصفِّرُ عليكَ الأمواجُ الصّاخبة القويّة
مُقابل ميناء
La Rochelle
تُشِير إلى قلبك كما يَفعلُ”رابورٌ” مغربيّ مهاجر في بداياته:
Je ne suis pas Charlie !
Je suis “Mounatiiiii”.
تقول للجمهور وللحَكم:
نحن المغاربة أَعظمُ العرب في أوروبا.
روّعنا فرنسا،
ونحن خير من يَكتب الأدب
ويَلعب الكرة
ويَسرق في الضّواحي
ويَقتل أيضاً.
تحكي للبُدلاء والحَكم الرّابع
في “ماتش” أُتابعه معك
مِن على “كونتوار”
“Number one“
أو
“Rubis“
أو
“Londons Pub“
عن الجميلات و”الكسكس”،
والألم الخفيّ والظّاهر،
ولوعةِ الهاربين من أسمائهم إلى شمالٍ لا يليق بهم،
والتّائهين في “الميترو”
وفي لغةٍ لا تَدُلُّ على مقاصدهم،
والضّائعين في المقاصد التي لا تستوعبها اللّغة.
لَم أَكن هنا عند استعمار المغرب ولا عند استقلاله،
لَم تَر وجه “محمد الخامس” في القمر.
لَم أُصادف عام الجوع ولا الكوليرا ولا عام البون.
لَم تذهب في جولة على بيسكيليت “السلطان عبد العزيز”،
ولَم أشارك “البابارتزي” في محاولاتٍ فاشلة لالتقاط صورةٍتَجمع”الحسن الثّاني” بــ “اتشيكا شورو”..
الوداعة تُستحدث من العدم.
أنا على سبيلِ المثال،
أكملتُ حياتي
مِن 8 سنوات.
لكنّ الربَّ غيرُ مقتنعٍ
بِدرجاتي النّهائيّة.
يَتحجّج دائما
” المغربيُّ آخر مَن يموت.”
الوقت يمضي
ويوهمنا بأنّه يَصحبُنا معه.
كنتُ صغيرةً وكنتُ أَرغب في كلّ شيء.
كَتبت.
لم أَعد صغيرةً ولم أَعد أَرغب في أيّ شيء.
مَسحتُ.. ما كتبت.
أقضي أيّامي
في صندوقِ سيّارةِ
R12
أُكَسِّرُ البندق
وفراشاتُ حراسةٍ
تَقتفي أثَر ضمّتكَ الأخيرة
تُطوّقُ عنقي.
تُوشوِشني
مِن الكرسيّ الخلفيّ
لــ
Rolls-Royce 1980
عبر الـ
Talkie-walkie
“ستُجرين عمليّة تجميلٍ للوركين
وسنأخذ الطّريق
قريباً
إلى مدينة الحلوى”
تَقبّلتُ النّشازَ الوجوديَّ لِـجوقةِ القسمة والنّصيب،
عالجتُ شُقوقَ الخزّانِ المملوءِ بِغَلّة التّسيير والتّخيير،
قَوّمتُ اللّافتات المروريّة المعوجّة في الكون «قِف!»،
رميتُ الكرة الأرضيّة في اتّجاه العارضة.
لكنّ الربّ غيرُ مقتنعٍ
بِدرجاتي النّهائيّة.
يَتحجّج دائما
” المغربيُّ آخر مَن يموت.”