ما يحدث في غزة انتهاك للقانون الدولي وخرق للعدالة والانسانية
بقلم / د. حسين الانصاري
تدوين نيوز – خاص
منذ اكثر من ثلاثة اسابيع والقصف مستمر وقذائف الموت والدمار ترمى على الناس الامنين من الاطفال والنساء والشيوخ الذين لا علاقة لهم بالحرب والصراع الازلي بل هم اناس يعيشون على هذه الارض في مخيمات غزة بعد ان اجبرهم المحتل على ان يكونوا هكذا في حالة معاناة متواصلة بعد ان توسعت مستوطناتهم وزاد جبروتهم وامتلكوا مقومات الدعم من قوى الشر العالمي ، ان ما اقدمت عليه القوات الاسرائلية في الايام الماضية يعد جريمة كونية لا يقبلها اي ضمير انساني ولا يرتضيها اي دين او شرائع وقوانين دولية ، الغريب بل الاعجب ان نرى جميعا ارتكاب هذه المجازر والموت المجاني بحق المدنيين الابرياء دون تفريق بين طفل وشيخ وامرأة. والتدمير طال كل شىء البيوت ًوالمشافي والبنى التحتية ، والعالم مازال يندد ويقدم النصائح ودعوات الشجب والاستنكار ، خرجت الحشود العربية والاجنبية تتظاهر بوجه هذه الجرائم واطلقوا الشعارات ولكن القذائف مازالت مستمرة وارتكاب الجرائم متواصل ، ان استمرار اسرائيل بهذه الحرب وقيامها بقطع سبل الحياة وايقاف ايصال المساعدات من طعام وادوية ومياه للمواطنين الفلسطينين الذين يواجهون اعتى هجمة في حرب شرسة ترتكب فيها ابشع الجرائم وتنتهك فيها كل القوانين الدولية ، ومازال العالم يتفرج لاسيما الدول العظمى منها الاوربية او الغربية بل تكيل الحدث بمكيالين، وهذا ما اكده رئيس اكبر منظمة اممية والتي تتمثل بالامم المتحدة حين قال ‘ ان القانون الدولي ليس قائمة طعام نختار منها ما يناسب ونغض النظر عن غير ذلك ‘ لكن من يسمع ؟ من يطبق القانون؟ من يعاقب المعتدي؟
العالم يتفرج ويرى بوضوح ما تنقله كاميرات الاعلاميين والمراسلين وما يعانيه اهل غزة من الناس البسطاء العاديين الذين يدفعون الثمن ويفقدون اعز ما لديهم من الاهل والابناء والاصدقاء ، لقد ازدادت حصيلة الضحايا لاكثر من ٩ الاف قتيلا و٢٤ الف جريحا والارقام في تصاعد اغلبهم من الاطفال والنساء والعالم يتفرج و هذا ما يجعلنا نعيش عصر المأساة والشر والخراب الانساني انه زمن اللاقانون وزمن الموت المجاني زمن الاستهتار بحق الشعوب زمن القوة والعنف والتدمير زمن اللامبالاة والعبث بحياة الناس، لكن مهما يتمادى صناع الشر من حكومات الحروب والانتقام والدم بمخططاتهم الاجرامية هذه سيظل صوت الحق اعلى ويستمر نضال الشعوب رغم كل ما تواجهه من قوة غاشمة لانهم يدافعون عن حقهم في البقاء والوجود. يدافعون عن ارضهم وكرامتهم يدافعون عن كل غصن زيتون يدمره رصاص حرب الابادة بل
ينادون بالسلام العادل وهاهي اصوات الشعوب التي تندد وتطالب بايقاف المجازر والعودة للحوار وفض النزاع الازلي الذي جعل المنطقة كلها تعاني منذ ١٩٤٨ وما تزال مهددة بمزيد من الكوارث والمأسي والتهجير نتيجة نزوات صناع الموت والحروب التي يشهدها العالم مالم يجد الخيرون من دول حكومات تؤمن بتطبيق القانون الدولي ومنظمات دولية حلا عادلا باقامة دولتين وفق ما تقره الشرائع واللوائح من عدالة حقوق انسانية .