نظرية ” النوافذ المكسورة ” ومدى تأثيرها على المجتمع

مقال للباحثة الاجتماعية دعاء موسى

الباحثة الاجتماعية دعاء موسى

تدزين نيوز – خاص ،

تعود أصول هدة النظرية لعام 1969 حيث اجرى احدى خبراء علم النفس الاجتماعي الذي يدعى ( فيلب زيمباردو) تجربة فريدة من نوعها والتي اصبحت فيما بعد من أهم واشهر النظريات في علم الجريمة بشكل خاص واحازت على صدى كبير في العلوم الاجتماعية.

ما فعله زيمباردو هو وضع سيارتين من دون ألواح وفتح أبواب السيارة في أحياء مختلفة داخل المدينة . وضع السيارة الاولى في حي يقطنه الفقراء واخرى في حي للأثرياء، وراقب زيمباردو ردود فعل الناس، حيث بدأ المارة في الحي الفقير بتدمير وسرقة السيارة بغضون أيام قليلة بينما تطلب وقتاً اكثر  بالنسبة الى السيارة الاخرى الموجودة في حي الأثرياء مما أرغم زيمباردو بكسر النافذة ليعطيهم ايحاء بأن السيارة متاحة للجميع وهنا المفاجأة إذ سرعان ما تصرف الناس بنفس الطريقة التي تعامل بها الفقراء مع السيارة ، وقامو بتدمير السيارة بالكامل.

شرح النظرية .

ما قام به زيمباردو كان مجرد تجربة ولم يطلق عليها اي مسمى حتى عام 1982

ظهرت النظرية لأول مرة في مقال (“النوافذ المكسورة”) في جريدة (ذي أتلانتيك ) من قبل اثنين من علماء الاجتماع ، جيمس كيو ويلسون وجورج إل كيلينج. وفسرا العالمان النضرية على النحو الاتي :

فكر في مبنى به بعض النوافذ المكسورة. إذا لم يتم إصلاح النوافذ ، فالميل للمخربين لكسر المزيد من النوافذ. في النهاية ، قد يقتحمون المبنى ، وإذا كان غير مأهول ، فربما يتحول الى قمامة  أو يشعلون النيران في الداخل.

أو فكر في الرصيف. تتراكم بعض القمامة. قريباً ، يتراكم المزيد من القمامة. في النهاية ، يبدأ الناس في ترك أكياس القمامة من مطاعم الوجبات السريعة هناك أو حتى اقتحام السيارات.

تركيز النظرية .

تركز النظرية على مفهوم أن كل مشكلة لا تتم معالجتها في بيئة معينة تؤثر على موقف الناس تجاه تلك البيئة وتؤدي إلى المزيد من المشاكل.

حسب علم النفس البشري الأنسان لديه القدرة والرغبة ان يلتزم ويحترم القوانين والآداب العامة طالما هناك بيئة مشجعة على ذلك، وسرعان ما تعم الفوضى وينهار هذا النظام عندما نتجاهل الامور الصغيرة .وكنتيجة طبيعية للنظرية ، عندما يتم الاعتناء بالبيئة بشكل جيد ويتم التعامل مع المشكلات عند ظهورها ، فإن ذلك يؤثر أيضًا على المواقف ويؤدي إلى استمرار الإدارة الجيدة.

النظرية وتأثيرها على المجتمع .

لاحظت الدراسة أن جزء كبير ممن قاموا بتخريب السيارة او سرقتها لم يكونوا مجرمين او حتى ينتمون الى بيئة الاجرام ولكن مع ذلك النافذة المكسورة ارسلت لهم أشارت بأنه يسمح لهم بتخريب السيارة او المبانٍ ولا أحد يهتم لأنه على الارجح لا توجد عواقب لإتلاف ما تم كسره.

من المهم والضروري عدم تجاهل المشاكل الصغيرة التي قد تؤدي الى مشاكل اكبر في المستقبل وممكن أن نستشهد في القرآن الكريم سورة الكهف الاية 49 حيث قال ” مَالِ هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ” حيث نرى كيف هذه الآية تقدم الصغير على الكبير  وتهتم بصغائر الأمور وتفاصيلها .

وقالوا العرب القدامى” عظيم النار من مستصغر الشرر”

“صغائر الامور بدايات عظائمها”

نظرية النافذة المكسورة لا تقتصر على المجتمع فقط، بل من الممكن أن تلامس واقعك الخاص مثلا لو تجاهلت المشاكل الصغيرة دون ان تجد حلول من الممكن ان تتفاقم وتصبح المشكلة حقيقية في المستقبل حيث يصعب حلها، والامر المهم هو ان لا تدعى البيئة تؤثر على قراراتك وأعمل على ان تصنع دائما بيئة صحيه تسهم في تأسيس قاعدة فكرية رصينة تقودك لاتخاذ القرار الصائب ، كن انت من يصلح النافذة واحرص على تصليح نافذتك اولا فمن السهل التطفل على حياتك والعبث بها اذا تركت نافذتك مكسورة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى