قصيدة ” زرعتُ شفَتيّ بحبّات المطر ” للشاعر حسن النصار


أيتها المطريّةُ الشفاه
يا فمكِ المرسومُ من أجملِ دهشة
يا صدركِ المتكوِّر من تلّ الحنان
يا بحرك…ِ
هناك… زرعتُ شفتيَّ في حبَّات المطر
حبَّة حبَّة
لأقبل بها كلّ زهرة يشبه عطرُها فمكِ
أيتها المطريّة…
يا لَغيمتُكِ التي تغسلُ دموع الفراتِ
وتغازلُ التمْرَ في فمِ النخيل
أيّتها المطريةُ … من ليلكِ
من ليالي فمكِ
قطفتُ النجومَ بأصابع فمي
ليل…ٌ ليال نزَلَ على فمكِ المساءُ
يقبِّلُ نجمةَ الرحيل
في سماء بغدادَ
ليال… جئتكِ كمدينةٍ تُحسنُ الانتظار
جئتكِ ولم أجد سوى آلاثار
أيّتها المطريةُ
يذوبُ من جمالكِ المساءُ
ويشربُ من فمكِ المطرُ الدفء في الشتاء
ويسبحُ في عمقِ روحكِ البحرُ
ينبوعكِ الفراتُ …
يرفعُكِ العصفورُ في منقارهِ
زقزقة تغسلُ عشَّ أساه
أيّتها المطريَّة…
كبقايا قبلةٍ لعاشقين
سقطتْ على حافةِ الجدولِ … أحبّكِ
كزهرةٍ نبتتْ على بقايا قبلةٍ … أحبّك
كبقايا زهرةٍ
لم تكتمل في فمها استدارةُ الشفتين… أحبّكِ
كبقايا قبلةٍ تلملم ينبوعها
وزهرة مقطوعةَ الشفاه
وبقايا قبلة … وترحل … أحبّكِ
كبقايا وطنٍ قطعوا من جنوبهِ الأهوار … أحبّك
كبقايا بغداد قطعوا على رصافتهِ المها … أحبّكِ
كبقايا الكرخ قطعوا على جسرهِ الهوى …
أحبّك أحبّك … أيتها الـ…
أحبّكِ مثل النهرِ من نبعه
مثل الصبح من فمهِ
مثل الليل لو غابَ القمر…
مثل الوطن إذا اقترب السفر
ليلٌ … ليالٍ تسرَّب إليَّ أنفاسكِ
فألملمُ الحنانَ من أصابعكِ العشر والرمَّان
وأغطيك بحريرِ أحلامي
أيّتها المطريِّة الشفاه
أيّتها المطريِّةُ
أيّتها … ليلٌ .. ليال