رعب الحرب الأهلية الإسبانية الذي رسمه الأطفال الذين عاشوا تحت وطأتها

ترجمها عن الاسبانية الدكتور حيدر عواد

د. حيدر . عواد

تدوين نيوز – خاص

يعتبر الفن أداة قوية للتعبير عن أنفسنا لدرجة أنه ، يتعمق في تلك الفجوات التي لا تستطيع الكلمات حتى أن تحلم بالاقتراب منها ؛ وحتى عندما يغزو إرهاب الحرب كل شيء يمكن ان يخطف براءة أصغر ضحاياه.

وُلد هربرت روتليدج ساوثورن في أوكلاهوما (الولايات المتحدة الأمريكية) ، لكنه عاش خلال الحرب الأهلية الإسبانية كأي مواطن آخر تحت وطأة  القصف العنيف .وهو كاتب وصحفي ومؤرخ متخصص في إسبانيا ، جذبت مقالاته عن الحرب في الواشنطن بوست انتباه سفير الجمهورية الإسبانية الذي طلب منه العمل معهم.

تأسست مجموعة ساوثوورث الإسبانية للحرب الأهلية على شرفه ، حيث جمعت أكثر من 600 رسم رسمها أطفال، سوى من السكان المحليين واللاجئين الفرنسيين  خلال الحرب الأهلية الإسبانية.

كان قلم رصاص أو قلم تلوين أو حبر وألوان مائية ، كأي مادة كافية لتوضيح ما اختبره هؤلاء الأطفال في حياتهم اليومية: مثل القصف العنيف وخطر الطائرات  الدائم وهي تحلق في السماء اضافة الى نظرة  ومحاولة عدم فقدان الأمل.وقعت الحرب الأهلية الإسبانية بين عامي 1936 و 1939 ، ولا يزال عدد القتلى حتى يومنا هذا غير معروف لكن يمكن أن  يتراوح  ما بين أكثر من 700000 ونصف مليون. حيث تنتشر المقابر الجماعية في جميع أنحاء البلاد دون أن تتمكن العديد من العائلات من العثور على رفات أقاربها المختفين ومعهم السلام الذي كانوا  يتوقون إليه.

حيث علق الكاتب ألدوس هكسلي وقتها بهذه الكلمات عن الرسومات التي نشاركها معكم: “إن أكثر ما يستطيع الرجال والنساء ذوي النوايا الحسنة أن يفعلوه هو العمل على تحقيق حل عام لمشكلة كبيرة مثل العنف ومساعدة أولئك الذين عاشوا ويلاتها، مثل الفنانين الأطفال في هذا المعرض حيث تحولوا إلى ضحايا لعالم الجريمة والجنون الجماعي “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى