قصيدة ” رنة الهاتف ” للشاعرة بشرى داود
تدوين نيوز – خاص
وسط قلق وهدوء
رن الهاتف
فتحاورنا
عن الان وما كنا وكان
لم يعترين الشك يوما
فانا اعرفه منذ زمان
احببته ..لابل عشقته
منذ بدايات الاحلام
سريعا مر الوقت
وشغلتنا الايام
خيال فكر ،سحر وجمال
اوقات من وجد وهيام
ذاك الصفو تعكر فجأة
وهبت رياح من شك وخصام
جردتني من وجدي ونبض القلب
ومعنى الحب وظلت تطاردني الاوهام
عذرا قال لا يتكرر هذا الحال
ذلك كان مجرد بعض حروف
و كلام عابر ربما في حالة سكر
او في نشوة مزح كان يقال
سامحته ..وعدت الى اوكاره
بحب اقوى ونسيت
عبث حروفه وحذفت من راسي
كل الارقام
انا قاسية في بعض الاحيان
لكن ابدا لم اتنازل عن حبٍ
يسري بدمي وسط الشريان
احيانا اتصرف بجنون
لا اخذل قلبي بالعصيان
لن ابرح من اعطاني
حرفا او كأس من ماء او بضع حنان
ان اطوي صفحات من تاريخ العمر
فتذوي في طي النسيان
انا امرأة من نار
اشتعل اتوهج عشقا
لكن حين اشعر
ان عيون حبيبي تنظر للافق الاخر
يداهمني ضجر اتذمر واغار
اثور فتعلو من راسي السنة النار
احرق اشعاري وانسى العالم
من حولي فيجرفني غضب الاعصار
اتوه بعيدا في منفاي
اتذكر كل الامس باستحضار
لهفة شوقه رغم فراق سنين
عانى الصبر واحتمل الانتظار
مذ سافرت الى منفاي
ضاعت اوقاتي بين مدن ورحلات الاسفار
رن الهاتف
ثانية جاء الصوت شجيا
انساني مسافات البعد
وحطم كل الاسوار
ادخلته مملكتي
ومنحته اكاليل الورد
وعطورا من ريحان
اهديته كل الوقت
وحكيت له حكايات
عبرت كل الازمان
لكن لم يهدا لي بال
مازال الشك يعاندني
تذكرني عبارات البوح او فكر مقال
مزقت دواوين الاشعار
رميت مفاتيح القلب
ودمرت شريحة هاتفة
القيت بها
في عمق البحر واغرقها التيار
هل ابعد عنه وامضي
والغي كل نقاط الوصل
هل اغلق شبابيك غرامي
دون استئذان
حاولت ان امضي عنه
وابعد الاف الاميال
لكن ظل خياله في روحي
وفراق عيونه صعب ومحال
لم اقدر ان انسى من زمنه لحظة
حتى بالحلم او محض دلال
يارجلا يسكن اعماقي
فعلا وخيال
مازلت اسيرة عالمه
احصي الوقت لموعده
ادمنت سماع موسيقاه
واغاني الوجد وما يعجبه
احتسيت من نخب كؤوسه
وشربت نكهة قهوته
مازال موفدنا
تعلو منه النيران
فانا جنته الموعودة
شهرزاد العمر وحواء الازمان
لا يغيرها الشك
لا تبعدها الغيرة
لا تثنيها الاحزان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دولة الامارات العربية