الطبيعة نزهة للروح في اروقة الجمال

د. حسين الأنصاري

تدوين نيوز – خاص

د. حسين الأنصاري

تبلورت موهبة الفنان صالح رضا وسط بيئة منحته قدرا كبيرا من الاهتمام بالفن وتبلور موهبته نحو التفتح والتطور ويكمن خلف ذلك عوامل اساسية منها  نشئته في عائلة فنية فكلا اخوية الكبيرين قد مارسا الفن وإبداعا فيه  إلى جانب كونه ترعرع في حواري مدينة بعقوبة الغافية على نهر ديالى بخضرتها اليانعة وأمواج نهرها الذي كان فياضا وافياء نخيلها الذي يضلل أشجار البرتقال والليمون قبل ان يناله التجريف والعطش ، هذه الأجواء جعلت من ريشة الفنان صالح رضا تبدو اكثر مهارة وحضورا  مما جعله حاضرا في النشاطات المدرسية  التي كان مشاركا  و بارزا في  معارضها وحين أتم دراسته الثانوية  تقدم إلى كلية الفنون الجميلة حيث قبل في قسم الفنون التشكيلية ليواصل فيها رحلة التواصل لصقل الموهبة ودراسة فن الرسم اكاديميا وقد كانت هذه مرحلة اخرى ساهمت في تطور أدواته وافكاره واختيار أسلوبه الخاص لاسيما وقد تتلمذ على أيدي  أساتذة فنانين أمثال فائق حسن  وكاظم حيدر ،فرج عبو، غازيالسعودي ، محمد غني حكمت ،ماهود احمد وغيرهم

الفنان صالح رضا

و حين تخرج من كلية الفنون الجميلة  وقد اصبح اكثر  خبرة في الرسم الأكاديمي  اتخذ له اسلوباً من الواقعية  حيث برع في رسم الشخصيات ( البورتريه) ومناظر الطبيعة والتي حفل بها معرضه الشخصي الاخير الذي أقيم مؤخراً في صالة نقابة الفنانين  ببناية السراي القديم  ببعقوبة  والذي اتخذ من الطبيعة  مضمونا ورؤى حيث عنونه الطبيعة نزهة الروح

تنوعت اللوحات في رسم البيئة بمختلف تضاريسها ومناطقها فرأينا بيئات متنوعة من شمال ووسط وجنوب العراق اضافة لبيئات استمدّها من بلدان سبق وان زارها واستوحى منها مشاهد لونية عكست تفاصيل تلك الأمكنة إلتي استطاع الفنان ان يخلق فيها حياة وعلاقات بين شخصياتها التي تمنح المشاهدًحالة من التعبير عن اجواء وأحوال واقعهم من الناحية الاجتماعية والنفسية والجمالية  ومن خلالها يستنتج أبعاد وتفاصيل

المكان الذي جعله نابضا بوهج الحياة  حيث يربط بين مكونات البيئة بما فيها من ارض واحجار وانهار وحيوانات  وطيور  وبين وجود الانسان رجلا كان او امرأة خالقا منها مضامين تختزن بالمواقف الحياتية  ناقلا منها  توثيقا لفترة من الزمن ومن خلال لقطات اختارها الفنان بعين راصدة فيتناولها من زاوية تعكس رؤيته الفنية لإظهار براعته في استخدام اللون وتشكيل المنظور  وبنية الأشكال عبر تكوينات عكست في أبعادها دقة استخدام النسب الواقعية ودرجات الظل والضوء  التي تناغمت  مع نونات الألوان خالقة لنا لوحات تنطق بالحيوية والألفة والجمال

الفنان صالح له نتاج غزير من الأعمال الفنية التي قدمت في معارض شخصية تجاوزت ال ٢٦ معرضا. ومنها كانت داخل الوطن وخارجه  إذا أقام معارضه في تونس وطرابلس ومصر وتركيا وحقق فيها نجاحا وإعجابا من الجمهور والنقاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى