الدبلوماسية الرياضية مقياس لحساسية الجمهور وتكامل الأداء
د. حسين الأنصاري
تدوين نيوز – خاص
منذ ان عرف الانسان الرياضة كوجود ضروري لحياته بأبعادها المختلفة الجسمية والنفسية والتي اخذت تترسخ مع مرور الوقت وتتحول من مجرد نشاط. ومسابقات عادية وفعاليات عفوية إلى ألعاب منظمة وقوانين وشروط واحكام دولية وصار جمهورها يتضاعف فترة بعد اخرى حتى تنوعت وابتكرت ألعابا جديدة ثم دخلت الألعاب الأولمبية والمسابقات العالمية التي انتشرت في أنحاء العالم وقد استقطبت الاف الملايين من البشر في كل القارات ، وهكذا أضحت الرياضة نظاما حياتيا بل شكلت وجودا اجتماعياً ودبلوماسيا واعلاميا وقد شهد العقدين الأخيرين تصاعدا كبيرا في الفعاليات الرياضية وأنشطتها المختلفة وهذا الانتشار تحقق بفعل التطور الاتصالي والإعلامي الذي جاءت به. التقنيات الحديثة وانتشار البث الفضائي ثم انتشار مواقع التواصل. الإلكتروني . مما سهلت الكثير في نقل مجمل الأحداث الرياضية. والتي وجدت فيها الكثير من الدول. عاملا دبلوماسيا يتجاوز. العلاقات السياسية بين مختلف الشعوب، وفي خضم هذا النشاط الرياضي. الذي اجتاح عالمنا سواء على مستوى الالعاب الجماعية او الفردية. وما وصلت اليه. من انتشار وتطور. وتواصل. أدى الى الاتفاق على أن تصبح الرياضة وسيلة استثمار وعاملا مهما في تحقيق الكثير من الأهداف السياسية والاقتصادية للدول والمضي في بناء بلداتها وعكس الصورة الإيجابية التي تعلي من مكانتها ووجودها كما فعلت بعض الدول الغربية والعربية. التي انتبهت إلى دور الدبلوماسية الرياضية فراحت تنجز الكثير وتبذل الجهود من اجل ان تظفر بتنظيم الألعاب والمسابقات واستقطاب الجماهير. والإعلام من مختلف قارات العالم محققة إضافات كبيرة على مستوى الرأي العام العالمي وبالمقابل تحريك عجلة الاستثمار ودعم الاقتصاد عبر السياحة والمشاريع الرياضية المختلفة ،وفي الكثير من الأحيان تعبر الجماهير خلال الأحداث الرياضية عن مشاعرها الحقيقية تجاه الدول الأخرى، وهو ما يمكن أن يوضح لكل دولة الفرص التي يمكن أن تستغلها لبناء صورتها الذهنية وقوتها الناعمة، كما يمكن أن يشير إلى المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها الدولة نتيجة إثارة مشاعر الجماهيرالمحتشدة تحت حالة الانفعال الآتي ومن الممكن ان تحصل بعض التجاوزات التي تترك أثارًا وانطباعات سلبية تصل إلى حد، عدائها لدولة معينة. وهذا الفعل يعكس مدى خطورة عدم فهم الدبلوماسية الرياضية وكيفية ادارتها ايجابياً، وغالبا ما تحصل لدينا بعض الأخطاء المقصودة او العفوية. لكن في كل الاحوال دللت الأحداث على وجود خلل إداري في هذا الجانب الأمر الذي يتطلب. من الجهات المعنية في الدولة إيلاء الأهمية. إلى الاهتمام بالدبلوماسية الرياضية وضرورة تأهيل واعتماد خبراء فيها. لكي يحسنوا استثمار الحدث الرياضي ايجابيا
إن الدبلوماسية الرياضية أصبحت اليوم احد العلوم الإنسانية التي تختص بدراسة مشاعر الجماهير، و هي وسيلة اتصال بالشعوب، لكن استخدامها يجب أن يكون في ضوء دراسات علمية، تدرك نقاط الجذب والنفور وما هي طرق تعبير الشعوب عن آرائها في السياسة الخارجية لدولها، واكتشاف مشاعر الجماهير وحساسيتها لقضايا معينة. او ما ينجم من احداث أنية اثناء سير المسابقات سواء من اللاعبين او الحكام او الجمهور مما يستدعي. سرعة الرد الصحيح وإحاطة الحدث ومعالجة الخطأ وإعادة الأمور إلى نصابها باستخدام اذرع الدبلوماسية الرياضية التي تبقى المدار والفضاء الأرحب. لكل أنواع الرياضة محليا وعالميا .