قصيدة ” هاك رواية ” للشاعر عبد الواحد البِلالي
تدوين نيوز – خاص
صَمْتي كَلامٌ وَالدُّموعُ بَــــــــــــيانُ
وَلَرُبَّما رَشَقَ الْفُؤادَ سِـــــــــــــــنانُ
وَلَرُبَّما يَشْقى الْكَلامُ بِصِدْقِـــــــــهِ
يَوْمًا وَيُبْثَرَ بِالسُّيوفِ لِســــــــــــانُ
مـــاذا تَبَقّى غَيْرَ حُزْنٍ … مَيِّــــــتٌ
مَنْ لَمْ تُصاحِبْ قَلْبَهُ الْأَحْـــــــــزانُ
أَنا مَوْطِنٌ وَتَمَزَّقَتْ أَحْشـــــــــــاؤُهُ
فَمَتى تُراها تَسْلَمُ الْأَوْطــــــــــــانُ
وَطَني جَريحٌ مالَ فَوْقَ جِــــراحِهِ
رَقْصًا … عَبيدُ كِبارِنا وَلِجــــــــانُ
وَطني جَريحٌ … أَيْنَما وَلَّيْتَ وَجْـــ
ـهَكَ تَمَّ سفكٌ أَوْ هُناكَ خِــــــــــتانُ
وَطَني جَريحٌ … أَيْنَما دارَتْ رِقــــا
بُكَ صَرْخَةٌ، فَالشّامُ وَالسّـــــــودانُ
حيثُ الركام على الرؤوس مُـــنَزَّلٌ
والنّار صبٌّ واللظى أَطــــــــــــنانُ
النّار صَبّتْ والزهور تناثـــــــــــرت
ومشت على المتوسط ” التّرسانُ “
من غير أمريكا يزاول فعلَــــــــــها
من غيرها ترتابه العِربـــــــــــــــانُ
لو كان غير الله فينا حاكِــــــــــــمٌ
فوق القصور لَكانَ أَمْريكـــــــــــانُ
يا كاتِبَ التّاريخِ هاكَ رِوايَـــــــــــةً
لَمْ تَلْتَفِتْ لِنَزيفِها الْأَكْــــــــــــــوانُ
خُذْها وَلا تَخَفِ الْمَلامَةَ ساعَـــــــةً
كَيْ لا يَطولَ الزّورُ والبُهْــــــــــتانُ
سَنُعيدُ سيرَتَها بِوَجْهٍ ثامِــــــــــــنٍ
وَكَما أَعادَ وَريقَها ” الطّــــــــوفانُ “
شاخَ الزَّمانُ وَما أَتَمَّ خِتامَـــــــــــها
وَالْحَرْبُ فَوْقَ ضِفافِها عُنْـــــــــوانُ
هِيَ غَزَّةٌ كَيْفَ الْجَحيمُ تُزيلُــــــــها
وَبِجِلْدِها تَتَجَمَّدُ النّيــــــــــــــــرانُ
هِيَ مُعْجِزاتُ الدَّهْرِ فَٱسْجُدْ صَوْبَها
إِنَّ السُّجودَ مُحَــــــــــــــرَّمٌ وَمُدانُ
لِلْقُـــــــدْسِ إِنْ لَمْ تَقْشَعِرْ أَبْــــدانُنا
فَإِلى جَهَنَّمَ هذهِ الأَبْــــــــــــــــدانُ
وَإِلى جِنـــــينَ وَغَــــــزَّةٍ إِنْ لَمْ تَقُمْ
أَوْزانُنا ، فَلْتَخْسَــــــــــــــــأِ الْأَوْزانُ
هذي أَراضٍ بَيْنَها ٱرْتَسَــــــمَ الْهُدى
بِثَرى فَلَسْطيــنَ ٱسْتَمالَ جِـــــــنانُ
لا تَسْجُدِ الْآنَ ٱتُّجاهَ قَبيلَـــــــــــــةٍ
خانَتْ، فَكُلُّ كِبارِها قَدْ خانـــــــــوا
في يَقْظَةٍ تُثْني الْحَديدَ .. وَبَيْنَـــما
يَزْني الْعَدُوُّ تَثاءَبَ السِّلْطــــــــــانُ
حَتّى تَوَلّى الْمُسْتَبِدُّ رُهوطَــــــــــنا
فَغَفا شُجاعٌ وَٱسْتَفاقَ جَبـــــــــــانُ
وَرَمى الرِّجالُ سُيوفَهُمْ وَتَزَيَّنـــــوا
وَدَوى بِأَيْدي السّاقِطاتِ سِـــــــنانُ
وَشَرى مَساجِدَها الْعِدا، بِدَراهِـــــمٍ
مَعْدودَةٍ قَدْ باعَها الْأَعْــــــــــــوانُ
رَضَعوا التَّصَهْــــــيُنَ مِنْ بَغايا عِدَّةٍ
حاشى البَغايا ما بِهِنَّ هَــــــــــــوانُ
أَخْشى أُشَبِّهَهُمْ بِمَنْ أَعْلاهُــــــــــمُ
قَدْرًا ، فَيَخْجَلُ بَعْدَها الشَّيْطـــــانُ
في الأَمْسِ قَبْلَ مَجيئِهِمْ كُنّا عَــلى
حَبْلٍ رَسينٍ شَدَّهُ الرَّحْمـــــــــــــانُ
كَانَتْ إذا عَثَرَتْ بَحَيْفا بَغْــــــــــــلَةٌ
تَسْتاءُ مِنْ عَثَراتِها لبـــــــــــــــــنانُ
وَإِذا تَقَدَّمَ عاشِقٌ لِحَبيبِـــــــــــــــهِ
بِطَرابْلُسٍ يَتَراقَصُ السّـــــــــــودانُ
وَإِذا تَنَهَّدَ زافِرٌ بِجَـــــــــــــــــــــزائِرٍ
يَوْما تعيدُ شَهيقَهُ تطــــــــــــــــوانُ
والآنَ بعد شتـــــــــــاتنا نسعى لأنْ
نرقى ويشفي جهـــــــــــــلنا القرآنُ
من بعدما بعنا عروبة عِــــــــــــــزّنا
وأصابنا الإسهالُ والسَّــــــــــــرَطانُ
ماتَ الْجَميعُ عَلى زِنًى، لَكِنَّـــــــــما
ظَلَّتْ هُناكَ عَلى الْعَــــــفَافِ يَمانُ !