الادارة في دولة الإصلاح قراءة في كتاب تكليف مالك الاشتر (الحلقة الاولى )

بقلم / احمد حسين

تدوين نيوز – خاص

الاعلامي والناقد احمد حسين

 

 

 

 

 

تختلف تجربة إدارة الدولة الحديثة باختلاف الفلسفة التي تقف ورائها في ذهنية الحكام او الولاة او من يتصدى لهذه الإدارة .. وهذا مما لايصرح به عادة اثناء ممارسة الحكم .. مثلا في قضية إيواء المهاجرين واللاجئين في دول الغرب الأوربي قدمت دول اللجوء صورة المسيحي المتحضر المسالم الذي يمكن ان يضحي بحياته في سبيل إيواء الهاربين من جحيم الحرب وهذه الصورة قدمت منذ الثمانينات حتى وقت قريب جدا حين قرر الاتحاد الأوربي اعتبارها مشكلة اقتصادية يجب التوقف عن تصديرها حيث شهد العالم حروب جديدة وموجات هروب جماعي جديدة تابعة لها …

الامر الذي يهمنا هنا الفلسفة التي وراء الفعل الإداري ..اي حكومة او إدارة يجب ان تمتلك فكرا واضحا يطبع الشكل الإداري الذي يمارس في الدولة ..

 

ومن كتاب التكليف الذي ارسله الامام علي ع الى مالك الاشتر النخعي نحاول هنا ترجمة طريقة الإدارة الإصلاحية  ثم مقابلة الترجمة الحقيقية للغة بالقوانين الحديثة للزمن الحالي الذي نعتقد انه سيدخل مرحلة الذكاء الاصطناعي عما قريب …

 

في كتاب التكليف اربع إشارات عامة  ولاية مصر

  • جباية خراجها
  • جهاد عدوها
  • استصلاح ارضها
  • عمارة بلادها

وبعد ان امره بتقوى الله وجهاد النفس وهو العارف له حيث ان مالك هو رفيق الدرب بالنسبة لامير المومنين لكن هذه الإشارة هي مفتتح كل كلام يصدر عنه ع ( وامره ان يكسر نفسه من الشهوات ويزعها عند الجمحات )

ويزعها يكفها بتشديد الفاء .. وينتقل بعد ذلك لتفصيل المهمة التي ارسل مالك اليها .. (. وبالمناسبة فان مالك لم يقدر له الحكم في مصر اذ استشهد قبل ان يحكم رض)

الفقرة الأولى : يجب ان تعلم تاريخ من حكم من قبلك لاني ( وجهتك الى بلاد قد جرت عليها دول قبلك من عدل وجور) ..

وان الناس ينظرون في امورك في مثل ماكنت تنظر به من أمور الولاة قبلك ..  يعني النظرة العامة للشعب نظرة المحكوم ليست كنظرة الحاكم للامور لكن يجب عليك ان تاخذها بالاعتبار ( انما يستدل على الصالحين بمايجري الله لهم على ألسن عباده)..

 

ويحدد له علاقة الحاكم بالمحكوم  بالشكل التالي

  • اشعر قلبك الرحمة والمحبة واللطف
  • لاتكونن عليهم سبعا ضاريا تغتم اكلهم

3- ولاتنصبن نفسك لحرب الله ( بمخالفة الشريعة بالظلم والجور) فانه لايدي لك بنقمته ( لاتقدر على غضبه جل وعلا )

4 لا تندمن على عفو

5 لا تبجحن بعقوبة

6 لاتسرعن الى بادرة وجدت منها مندوحة ( لاتمارس العنف بتطبيق القانون اذا وجدت سبيلا غيره )

7= لاتقولن اني مومر امر فاطاع ( انا وظيفتي حاكم وعلي ان اأمر وعلى الناس طاعتي ) لا تقل هذا لان ذلك ادغال في القلب (افساد في القلب) ومنهكة للدين وتقرب من الغير

8 اذا احدث لك ما انت فيه من سلطانك ابهة ( من اخطر المشاعر التي تنتاب حديث العهد بالحكم هي مشاعر الابهة والمخيلة ) العظمة والكبرياء والخيلاء والعجب … وعلاجها 0 انظر الى عظم ملك الله فوقك وقدرته منك على مالاتقدر عليه من نفسك .. يعني التامل بذات الله وملكه وقدرته عليك وفضله في خلقك على هذا النحو من الاحتياج له ..

9- اياك ومساماة الله في عظمته والتشبه به في جبروته ( مساماة تعني مباراة والتسابق على سمو المنزلة ) … لانه جل وعلا يذل كل جبار ويهين كل مختال .

 

10 أنصف الله وأنصف الناس من نفسك (ومن خاصة اهلك ومن لك فيه هوى من رعيتك ) وعكس الانصاف الظلم ومن ظلم عباد الله  كان الله خصمه دون عباده .. ومن خاصمه الله ادحض حجته ( ابطلها ) وكان لله حربا .. وليس شيء ادعى الى تغيير نعمة الله  وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم …

والامثلة في التاريخ اكثر من تحصى  مع ملاحظة عظم قدر مالك الاشتر عند امير المومنين وصحبته وملازمته له في كل المواقف أصر امير المونين على ترك هذا الكتاب للأجيال القادمة توضيحا لفلسفة الإسلام بالحكم والإدارة …ولتكون هذه الرسالة دستورا لمن يدعي الانتماء لعلي ابن ابي طالب ..

 

وصفات المحكوم

صنفان اخ لك في الدين ( ممن اعلن اسلامه واخوته الدينية )

او نظير لك في الخلق ( من غير المسلمين)

وصفاتهم  يفرط منهم الزلل وتعرض لهم العلل

فاعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب ان يعطيك الله من عفوه وصفحه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن ربيعة بن الحارث بن جذيمة بن سعد بن مالك بن النخع من مذحج، وسبب تلقبه بالأشتر أنه ضربه رجل يوم اليرموك على رأسه فسالت الجراحة قَيْحًا إلى عينه فشترتها وأحياناً يذكر في كتب التاريخ أو السير مختصراً باسم مالك الأشتر.[3]

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى