الادارة في دولة الإصلاح قراءة في كتاب تكليف مالك الاشتر الحلقة الثالثة
للباحث احمد حسين
تدوين نيوز – خاص
كيف يتعامل المتصدي للحكم مع خاصته من الاقرباء والأصدقاء في ضوء التوجيهات المتضمنة في كتاب التكليف ؟؟؟؟
ليكن أحب الأمور اليك اوسطها في الحق أي اعدلها اكثرها خيرا , واعمها في العدل أي مايحقق العدالة للكثرة من الرعية واجمعها لرضى الرعية والسبب الرئيس في تقديم رضا العامة على رضا الخاصة هو ان سخط العامة لاينفع معه رضا الخاصة واستخدم الامام عليه السلام الفعل ( يجحف) سخط العامة يجحف برضى الخاصة أي يلغيه ويذهب به فلا يعود له نفعا ..بينما سخط الخاصة يغتفر عند رضا العامة أي انك حين تحقق الامن العام الاجتماعي والاقتصادي للعامة وتنال به رضاهم عنك لايضرك ان الخاصة من المجتمع غير راضين عن سياستك فان سخط الخاصة يغتفر مع رضا المجتمع بشكل عام ويصف هنا الخاصة بكلماته صلوات الله عليه فيقول
ليس احد من الرعية اثقل على الوالي
1- مؤونة في الرخاء
2- اقل معونة في البلاء
3- اكره للانصاف
4- أسال بالالحاف
5- اقل شكرا عند الاعطاء
6- ابطأ عذرا عند المنع
7- أضعف صبرا عند ملمات الدهر … هذه صفات الخاصة من المجتمع … أنما عماد الدين وجماع المسلمين والعدة للأعداء العامة من الامة … لذلك فليكن صفوك لهم وميلك معهم … لان العامة هم موضوع الحكم .. وهذا تقديم المصلحة العامة للمجتمع على المصالح الخاصة لبطانة الحاكم والوالي والمتصدي لامور إدارة الدولة .. المصالح العامة وخاصة المتعلقة منها بالحياة اليومية هي مايحرز للحاكم والإدارة الامن والسلم العام بتحقيق الامن الغذائي وتامين الخدمات العامة الضرورية للحياة .. ثم ينتقل بعد ذلك الى كيفية إدارة الجانب الاستخباري في المجتمع او المعلوماتي ؟؟
ليكن ابعد الناس منك اكثرهم طلبا لمعائب الناس !!
لان في كل المجتمعات هناك من الناس وما اكثرهم في المجتمعات الحديثة النامية الان هذه العينة من المجتمع ليس لها شغل يشغلها سوى تصيد عيوب الناس والعمل على فضح اهذه السقطات بل ان هذا الامر خصصت له صحف وفضاىْيات كثيرة ومع تطور الفضاء الالكتروني اعتمد في نشأته وتمويله على هذا الامر بشكل خاص وصارت مواقع الفضايح هي الرايحة في كل العالم !!! في الوقت الذي ينبه الامام على الحاكم ان يكره ويبعد مثل هذه النماذج .. وان في الناس عيوبا الوالي احق من سترها !! وهذا توجيه صارم وواضح بكتم عيوب الناس واحترام خصوصياتهم بل وجعلها حدا من حدود جودة الحاكم من عدمها
فلا تكشفن !! ماغاب عنك منها !! انما عليك تطهير ماظهر لك فقط !!!
لان الله يحكم على ماغاب عنك !! استر العورة ما استطعت يستر الله منك ماتحب ستره من رعيتك !!
ولاتحكم باحكام مسبقة على أي احد اقطع عن الناس عقدة كل حقد !! اترك مايجعل الناس حاقدة عليك بحسن سيرتك معهم !! واقطع عنك سبب كل وتر !! ابعد نفسك عن الأسباب الودية الى الفرقة ابتعد عنها وتغافل عن الأمور التي تودي الى ذلك .. وهنا يوكد دور الوشاة مجددا
لاتعجلن الى تصديق ساع , فان الساعي غاش وان تشبه بالناصحين !!
ما احوجنا في هذه الأيام لتطبيق هذه الكلمات فما اكثر كتبة التقارير الوهمية وما اكثر السعاة بين يدي الحكام وما افدح الأذى الذي لحق بالمجتمعات منهم !! إضافة للاثر التخريبي في امن المجتمعات والاثر النفسي على والمادي الذي يلحق صحايا كتبة التقارير والسعاة
كل ساع غاش !!! ويجدد هنا صفات المتزلفين والمتقربين ليكونوا بطانة للحاكم .. لاتقربن منك بخيلا !! وهذه لطيفة من لطائف التوجيهات العلوية لاتقربن بخيلا ولاتدخله في مشورتك … لماذا ياسيدي ؟؟
يعدل بك عن الفضل ويعدك الفقر !!١
ولاجبانا يضعفك عن الأمور
ولاحريصا يزين لك الشره بالجور – يدفعك لظلم الناس والجور عليهم بدافع الحرص
فان البخل والجبن والحرص غرايز شتى يجمعها سوء الظن بالله !!!
هذه الصفات المختلفة يجمعها شيء واحد هو سوء الظن بالله.. اذا لاتقرب من يسيء الظن بالله ولاتدخله بالمشورة .
غالبا ما ترى هذه الصفات مجتمعة فلاتجد كريما الا محمودا بين الناس أعطاه المجتمع صفات أخرى غير صفة الكرم لان الكرم هو عطاء محض بلا توقع للرد ومنبعه ومحركه الأول في النفس حسن الظن بالله عز وجل .. ولن تجد كريما ظالما او حريصا على الشره وبالتكيد لن تجد كريما جبانا مترددا عند اشتداد الأمور !! فاجمع حولك من كان كريما محسنا الظن بالله للمشورة ..
وتجنب ان تجمع للمشورة من كان وزيرا للظالم من كان وزيرا للاشرار قبلك لانهم أعوان الأشرار واخوان الظلمة بل اختر من الناس ممن لم يتلطخ بقذارة من سبقك من الظالمين ومن لم يعن الاثمين فانهم اخف عليك مؤونة واحسن لك معونة واحنى عليك عطفا واقل لغيرك الفا !!وهم من تقربهم في خلواتك وحفلاتك !! ثم ليكن اقربهم اليك اكثرهم قولا لمر الحق عندك !!يعني اصدقهم لقول الحق عندك ولو كان مرا !!
والصق باهل الورع والصدق واطلب منهم ان لايمدحوك بشيء !! ولايبجحوك بباطل لم تفعله !! فان كثرة الاطراء تحدث الزهو وتدني من العزة !!!
وهذه هي من اشد الافات المهلكة للحاكم والمتصدي للإدارة شكل البطانة المقربة من الحاكم تصل في بعض الحالات انه تحكم بدلا عنه وتصادر منه القرار لاعتماده الكامل عليهم .. لذلك يعود الامام ع للتاكيد على اختيارهم اختيارا دقيقا .. وموضوعيا ووضع الزهد والورع والكرم ابرز صفاتهم ! ونبه الى خطرهم واثرهم بان يأخذ الحاكم حذره من تاثيرهم فانهم ان زادوا في مدح الحاكم دفعوه للزهو والزهو الكاذب معصية كبيرة امام الله لانك تجاذب الله ثوب العزة !! وهذه هي المهلكة الاكيدة لانك لاتنتظر من الله ان يرحمك بعدها .
لذلك احسن أيها الحاكم اختيار بطانتك والق بكقرهم خوفا من الله وورعا وزهدا في الدنيا فان ذلك منؤيصدقك لزهده بما عندك من الدنيا فانت لديه اخا مومنا يقيل عثرتك ويصدقك القول طمعا في رضا الله الغاية الأكبر !
اما من تلوثت روحه بحب المال والشره في طلبه والحرص على جمعه فانه يوردك النار ولايصدقك سواء مدحك ام ذمك !!
والغاية الكبرى في هذا الامر هي التهيؤ ليوم لقاء الله بالاعمال الصالحة في المنصب او غيره !!