الفيلم السوداني وداعا جوليا يحصل على جائزة الحرية فى مهرجان كان السينمائي
محمد إسماعيل كاتب وصحفي من السودان


تدوين نيوز خاص ، يعتبر الفيلم، ملحمة للأمل وللمستقبل وسط تحديات الأوضاع السياسية التي يعيشها السودان اليوم.. ليكون أول فيلم سوداني يُعرض في التظاهرة السينمائية العريقة.اعتمد الفيلم على تناول فكرة الانفصال الذي قسّم السودان من خلال منى المرأة الشمالية التي تعيش مع زوجها أكرم، وتتسبب بمقتل رجل جنوبي، ثم تقوم بتعيين زوجته جوليا التي تبحث عنه كخادمة في منزلها ومساعدتها سعيا للتطهر من الإحساس بالذنب، ليطرح العمل بشكل درامي مميز، ناقش عن طريقه أيضا قضايا مهمة مثل العنصرية. والتمييز الجنسي.
يحاول الفيلم إشهار أسئلة مهمة من عمق المجتمع حول التعايش والمغفرة والتعصب والعنصرية. الطرح الذي يأتي به الفيلم إنساني، عميق، يقفز فوق المصالح الضيقة ليدعو إلى النظر في الإنسان بعيداً من دينه. قد يبدو هذا الخطاب قديما ومستهلكا وعاطفيا في بلدان أخرى، لكن في السياق السوداني، فهو مطلوب وملح.
عن طريق دراما حميمة تجري فصولها بين جدران البيوت أكثر منها في الشارع، ينجح الفيلم في مناقشة القضايا السياسية والاجتماعية من خلال أشخاص لا يعون بالضرورة المأزق الذي هم فيه، إلا أن عيونهم تقول الكثير.. وقد جسد الأدوار الرئيسية في الفيلم كل من الممثلة المسرحية والمغنية إيمان يوسف والممثل السوداني نزار جمعة والممثلة وعارضة الأزياء سيران رياك .

لقد كان الأمر حلما وتحقق بفضل تضافر جهود الشباب السوداني العاشق للفن السابع ، بهذه الخطوة الجريئة فرضت السينما السودانية نفسها بقوة في المحافل الدولية رغم الصعاب التي يمر بها صناعها من انعدام الموارد وغياب الإنتاج، لكن بالأمل وبقصص من الواقع السوداني، نجح عدد كبير من المخرجين الشباب أن يصنعوا أسمائهم في الفن السابع. ليحصدوا جوائز وينالون احتفاء كبير في المهرجانات العالمية . كان آخر هؤلاء المخرجون هو السوداني محمد كردفاني الذي أضاف إنجاز جديد للسينما السودانية تتمثل في مشاركة فيلمه (وداعا جوليا) في إحدى مسابقات مهرجان كان، لكنه لم يكتفِ بهذا القدر، ليحصد العمل جائزة الحرية..بعد النجاح الكبير الذي حققه في عرضه العالمي الأول وذلك ضمن فعاليات مسابقة( نظرة ما)، ليكون أول فيلم سوداني يحقق هذا الإنجاز. والمخرج محمد كردفاني حجز مقعده من العالم السينمائي وشكل علامة كبيرة لتاريخنا السينمائي. وداعا جوليا سيكون اسم كبير سيتعرف العالم عن طريقه على مجتمعنا المغمور..حدث كبير موازي لحدث اكبر وهو الحرب العبثية.. يوما ما سيتصدر اسم افلامنا السينمائية راس الاخبار بدلا عن اخبار الحرب..ومصير الحل في الفن يبقي شعارنا في سودان العزة والكرامة..