“تنويعات أسلوبية وحضور لوني” المعرض السنوي الثالث لجمعية الفنانين التشكيليين فرع ميسان
نصير الشيخ
تدوين نيوز – خاص
ــ اصراركبيرعلى تقديم منجزتشكيلي متميز، وإعداد فني تمثل في الجهد المبذول لأبراز القيمة الجمالية لدى فناني ميسان، كل هذا حضر في المعرض الفني السنوي الثالث الذي أقامته جمعية الفنانين التشكيليين العراقين ــ فرع ميسان، في مقر الجمعية بمدينة العمارة .هذا المعرض الذي تحول الى تظاهرة ثقافية في موسمه الثاني،مؤكدا فاعلية الرسم تحديداً على تأطير رؤى الفنانين والفنانات المشاركين فيه، وإثبات وجودهم الحي في إرساء قيم فنية حاملة خطابها المتميزودورها التنويري في إعلاء شأن الفن التشكيلي.
المعرض ضم اكثر من خمسين لوحة تنوعت بين الزيت والأكرليك، وضمن قياسات اعتمدتها اللجنة التحضيرية،حيث شارك 15 فنان و12 فنانة ، في حضورمتنوع عكس أسلوبية كل فنان على حدة، وابرز طاقاته التعبيرية في رحلة بحثٍ لتأكيد التجربة من جهة وتواصلها مع الآخر والذائقة العامة من جهة أخرى.لاسيما وان الرسم العراقي مساحة واسعة وثرة في تنويعاتها الفنية والأسلوبية والجمالية والفكرية .وحضر هنا الرسم الواقعي متجليا ً في زاوية نظر كل فنان الى الواقعة، او المكان المهجور، او تحولات الأزمنة على الشخوص وحركة الناس.
حيث شكلت الواقعية بتنويعاتها المساحة الأكبرفي عدد اللوحات المشاركة والمعروضة، وكأنها تأكيد على الدرس الأكاديمي في قوته وخطوطه وإرادة تنفيذه، ليشكل نسقاً معبراً عن واقع عراقي لصيق بذات الفنان وهي تنظر للعالم وتختبر تغيراته.التقاط الموضوع والاحساس بالأشياء عبر عين الناظر( الرسام) وجلبها برؤية ثاقبة واحترافية عالية من قبل الفنان جاء في اعمال ( حسن قاسم الياسري واحمد قاسم وعبد الزهرة وحيد ومحمد كاظم وشيماء وأسيل وافراح هتلروعذراء ورسيل واحمد ونوروايمان نجدي وفلاح حسن وحسن رحيم …واخرون ).مع مشاركة اعمال لفناني من أجيال مختلفة لتوكيد استمراية الرسم ونسقه الجمالي.مع تفرد واضح للوحات زاهد الساعدي في نقل البيئة الشعبية والأزقة ومنعطفاتها.مع لمسات بطعم الحزن العراقي على وجوه شخوص لوحات فارس اللامي.
ما يميزهذا المعرض الحضور اللافت للمشاركة الواسعة لفنانات ميسانيات عبر حضورلوني وجمالي، ودرس بلاغي على حضور المرأة في حقل الرسم والفن، وبما يزيد إشراقة الغد ويجدد طعم الحياة.الاعمال المشاركة أبرزت قدرة كل فنان ( رسام ورسامة) في تناول زاوية ما من الواقع لنقله على السطح التصويري للوحة.
وكأن كل واحد منهم يمسك بذكرى عابقة،أو يدون ما أختزنته روحه وذاكرته،او يتماهى مع موضوع ما من عوالم الرسم ( بورتريت / مكان/ سوق قديم / أبنية متهالكة ..الخ ).
المسحة الواقعية في الرؤية والتنفيذ جاءت هنا باحترافية عالية من ايدي الفنانين المشاركين، وهذا ما أكدت عليه اللجنة التحضيرية للمعرض، حيث العمل الفني المشارك على وفق معاييرفنية وليست شروط، غرضها الارتقاء بالذائقة الجمالية وعدم اندراجها في سلسلة العروض الفنية المباشرة ( المدرسية).
من هنا أبرزت الموضوعات المنفذة أسلوبية جديدة، ونقلتنا من المشاهدة العابرة للوحة، الى تأمل العمل وقراءة تفاصيله وطريقة تنفيذه وآليات اشتغاله في الضوء والظل وتوزيع الكتل والقدرة اللونية المتشاكلة مع المضمون، وبالتالي الحصول على متعة جمالية تصدرها لنا قدرة الفنانين والفنانات المشاركين على إبهارنا في هذه الرسومات.
في التحول الرؤيوي صوب التعبيرية والتجريدية وتيارات الحداثة كمساحة اشتغال وتنفيذ مهاري على سطح اللوحة،تميزت اعمال ( رعد محمد خلف وصبا العكيلي ونجاة ريحان) من حيث التركيز على الطاقة اللونية المشعة والممتزجة بروحية العمل. من هنا أكدت الفنانة صبا العكيلي على (( جاءت مشاركتي في معرض جمعية التشكيليين العراقيين الثالث في مقر الجمعية في ميسان بلوحتين تمثل شخصيات عالميه،هما الموسيقار الالماني بتهوفن والفنان التشكيلي الرسام الاسباني سلفادور دالي، رائد المدرسة السورياليه، كان الاشتغال بالوان الاكريليك على قماش كانفس، فريمات دائرية الشكل من المدرسه التكعيبية الحديثة.
تمثل الالوان روح المفردات في اي لوحه او موضوع او عمل منجز فجعلت الالوان اغلبها في صفاء بدون تداخل. تمثل صفاء فن هولاء الفنانين وعظمتهم، فهم اصحاب بصمة متميزة في عالم الفن والجمال.فيما تماهت لوحة نجاة مع الطبيعة في رسمها ضمن مخيال فني اندمجت فيه جذوع الأشجار مع مياه النهر.
المعرض السنوي الفني الثالث لتشكيليي ميسان تأكيد راسخ على أسلوبية الرسم وانفتاحه على عناصر جديدة في التكنيك واللون ودقة التنفيذ بآتجاه تجذيرأهمية الرسم في عملية التلقي.