حين يصبح الخطاب الاعلامي وسيطا للشهرة الزائفة !
بقلم / د. حسين الانصاري
تدوين نيوز – خاص
وسط عالمنا المعاصر الذي يشهد اكبر مرحلة تحول تقني ومعلوماتي واتصالي بات فيه
ميدان الاعلام متسع الفضاءات ومتنوع الوسائل والادوات واضحى التسلق السريع والصعود المفاجىء احيانا حالة غريبة وطارئة ولكن يظل السؤال قائما من يقف وراء ذلك ؟هل الموهبة الحقيقية التي تظهر بوضوح وتؤكد كفاءة الاعلامي فعلا ام ثمة طرق اخرى تسهم في تلميع صورته وجعلها اكثر شهرة وانتشارا ولكن يظل الفرق قائما بين شهرة مؤقته وعابرة ونجومية راسخة متجددة ومستمرة ومتطورة وللنجومية مفاهيم مختلفة ومجالات متنوعة في الحياة كما في السياسة والفن والادب والعلوم والرياضة وغيرها، ولابد من بلوغ سلمها بجدارة وهذا بالتأكيد يتطلب كفاءة التميز والاحترافية والعطاء الابداعي المتواصل الذي يجعل الرأي العام متفق ومتفاعل مع الخطاب الاعلامي ومن يقف وراء نجاحه كي لا يظن البعض ان تحقيق ذلك يقوم به شخص واحد كما في بعض الاعمال الفردية لكن انجاز الخطاب الاعلامي هو خلاصة جهد لفريق متكامل لكن ما اعتدنا عليه في اعلامنا العربي من يحصد الشهرة هو من يقوم باداء الدور الاخير ويظهر بالصورة او المشهد امام الجمهور كأن يكون سياسي او ممثل او ممثلة او مقدم او مقدمة لبرنامج لكن من يتحمل عبء اعداد فقرات البرنامج ومن يخرجه او يشارك في التصوير. والمونتاج واختيار الموسيقى والمؤثرات والديكور والازياء يظل اسمه مجهولا. وهذا ينطبق على خطاب الاغنية حيث المغني هو الشخص الذي يستحوذ على اكبر نسبة من الشهرة في حين يهمش الملحن والشاعر. وحتى العازفون احيانا ان الجمهور العادي يرى من يكون امامه في الكادر ومن تتوجه نحوه الاضواء ، لكن هذه الشهرة مهما كانت ان لم تسندها دعائم موهبة حقيقية وتصقلها المعرفة والذكاء في الاختيار ومعرفة حاجات الجمهور واحترام ذوقه سرعان ما تخبو بل تكون مثل فقاعة كلما ازداد انتفاخها تفرقعت بالهواء ولكن احيانا يستطيع البعض ان يحصل على شهرة مؤقته من خلال اعتماد سبيل المشاكسة واعتماد مقولة خالف تعرف ولكن اية معرفة ، ان لم تتوفر في صناعة النجومية الشروط التي مر ذكرها تبقى مجرد حضور عابر ربما يثير انظار الجمهور واندهاشهم لما يرى امامه ويسمع وكم من خطاب اعلامي افرزته الوسائل الاتصالية عبر القنوات الفضائيات او منصات التواصل الاجتماعي حاول فيها اصحابها كسر السائد مستخدمين شتى الطرق على مستوى الشكل وطرق الاداء والانجرار خلف المتداول والسائد في الشارع باستخدام مفردات شعبية او عبارات سائدة ومصطلحات مهجنة او اعتماد ايحاءات جنسية او حركات غرائبية وكذلك على صعيد المضمون يتم اختيار موضوعات ترتبط بقضايا ذات مساس بالمواطن من خدمات عامة او القضايا والازمات التي اخذت تتراكم وعلى رأسها الفساد المالي والاداري او الحصول على بعض لقطات فديو عن سلوك غريب لاشخاص معروفين سواء يكونوا من السياسين او الفنانين والرياضيين والاداريين ومن دفعت بهم مواقع التواصل الاجتماعي ووسائطياتها الى الواجهة وممن اصبحوا يشكلون حضورا بغض النظر عن طبيعة هذا الحضور سلبيا كان او ايجابيا. ما نود الاشارة اليه إن صناعة الخطاب الاعلامي الجاد والملتزم الذي يتوفر على المهنية العالية ويعبر عن رغبات الجمهور ويكون صوتا عاليا في ايصال ما يطمحون اليه هو الخطاب الحقيقي والمؤثر والفاعل انا ما يأتي خارج هذه المواصفات فيظل مجرد خطابات ناقصة وخالية من العلم والمعرفة لابسط متطلبات
الخطاب الاعلامي الجديد وسط عالمنا المتخم بالمد المعلوماتي والتقني والاتصالي ، فما احوجنا لاعادة النظر بمستوى الخطاب الاعلامي وعبر شتى وسائله وضرورة المراجعة وتأشير حالات الخلل من قبل المعنيين من ادارات ومراقبين ونقاد واعلاميين من ذوي الخبرة والكفاءة لكي يتم تصويب ما علق باعلامنا من شوائب وما اخترقه من طارئين ممن يسمون انفسهم ( اعلاميين واعلاميات ) ونم في الواقع فاقدي للموهبة والحس والثقافة والدراية بابسط شروط وقواعد العمل
الاعلامي الذي بات يتصدر واجهة الحياة المعاصرة.