قصيدة ” عار في المنزل ” للشاعرة إيناس فيليب

الشاعرة ايناس فيليب

 

 

 

 

 

ما كان ذنبي غير أنني تحولت لعاصفة

أمام شجرة العشيرة،

تاركة على فمي ابتسامة ساخرة

لكنني في الحقيقة، خطيئة أبي الأولى،

وعورة المنزل المهجور،

لم أعش يوماً مثلما أريد

كنت المنبوذة دوماً، المجنونة دوماً،

كوصمة عار أعامل

غير أنني بقيت حقيقية وصادقة، ومن ليل غرفتي تتوهج أحلاماً أبعد من المستحيل..

سيقولون:

ماتت وحيدة في الركن المظلم،

سيذبح أبي الخرفان في جنازتي،

وسيقف أمام شاهدة قبري مكسوراً

ولن يعرف وقتها، كم مرة ذبحت!

 

ابنة المنزل المهجور أنا

لي أطفال كثيرون، أعمر بأيديهم ما تهدم بي

أعود بهم لطفولة كنت كبيرةً عليها،

أختبر ببراءتهم الأشخاص، وأتدرب معهم على الصبر والنسيان،

آه، كم كنت بريئةً وشفافةً،

ومن ريش أيامي تطير

الحقيقة خالصة

لكنهم عاملوني مثل ذنب،

أخذوا السنين كصدقة جارية

وزرعوا عيونهم داخل جلدي،

هذا الجسد

غير صالح للعرض

غير صالح للأكل،

ولكنني في النهاية

وكأي نهاية طبيعية

دخلت الفرن بكل ألم وطواعية،

مثل دجاجة ذبحت في الحديقة..

 

ابنة المنزل المهجور أنا،

لي في الحياة، انتظار الموت

دمي ملوث بأشخاص لا أعرفهم

لا أريد أن أعرفهم،

مع أنهم كانوا أناساً صالحين،

ولكنهم في الخسارة

يصير الدم ماء

بين أيديهم..

لن أرمي نردي في هذه المعركة،

أنا الخاسرة الكبرى

أنا أسعد الخاسرات

وجل ما أريده أن أموت وحيدة،

خارج المنزل المهجور

وكأنني عبرت إلى العالم بمفردي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى