وكم من مبدع فقدت ياعراق؟؟!

بقلم : د. حسين الأنصاري

تدوين نيوز – خاص

دكتور حسين الانصاري

تطالعنا الأخبار العالمية  وباستمرار عن  أنجازات علمية  لكفاءات عراقية مهاجرة استطاعت ان تفرض وجودها  من خلال ما تنجزه من إبداعات شتى سواء في مجالات الطب او الاقتصاد او البترول

والزراعة وحتى في مجالات السياسة والثقافة والفنون وصنوف الإبداع  ، وهذا امر طبيعي لمواطنين تمتد اصولهم لبلد كان يعد من بين  الدول المتقدمة في مجالات العلم والثقافة لكن  تغيرت ظروف هذا البلد. ومرت عليه

حقب من الظلام والنكبات بفعل  أنظمة  مستبدة وحكومات  غير جديرة بالقيادة  وإدارات فاسدة  أوصلته إلى اسوأ حال بعد ان تراكمت عليه الحروب والحصارات وتوالت على شعبه. الازمات ، لذلك كان هذا احد الأسباب التي دعت العقول والكفاءات ان تغادر البلد منهم من ادرك ما سوف تسفر اليه الأحداث ومنهم من تعرض للضغوط السياسية ومنهم حورب وتعرض لمحاولات التصفية ومنهم من استطاع النجاة بنفسه واهله من

الصراع الطائفي وما تخلله من اغتيالات وقتل على الهوية والاسم والبعض طاله التهجير القسري لترك البلاد

 نتيجة الفوضى والانفلات الأمني  وغياب السلطة وتخريب مؤسسات الدولة وتدمير البنى التحتية وساد المجتمع كل غريب السلوك من تهشم القيم

وتبدل الأخلاق والعادات ، امام هذا الواقع كيف

لا تهجر الطيور اعشاشها  وتحاول البحث عن مصائرها في ارض الله الواسعة وهكذا  اصبح العراق من البلدان  المحسوبة على  دول الهجرة إذ بلغ عدد المهاجرين ارقاماً كبيرة فمن الطبيعي ان يكون بين هذه الملايين العديد من العقول العراقية المبدعة التي  استطاعت ان تجد لها مكانة مميزة بعد ان اثبتت جدارة متميزة وعطاءا يستحق التميز والتقدير ولعل الدكتورة العراقية “نور أمين الرومي”  التي اختارتها الرابطة الدولية لكبار المتخصصين  أفضل طبيبة لعام 2023 من بين مليون و 660 طبيب في 50 ولاية أمريكية يعد دلالة واضحة على تفرد العقل العراقي. أينما يكون ’ ولو أحصينا أمثال المتميزة نور أمين لوجدنا الكثير من الكفاءات العراقية والعقول المنتشرة في معظم مدن العالم ولكن السؤال المهم هنا. هو لماذا لا يتم الافادة من هذه الكفاءات التي بات العالم يعترف بجدارتها  وإنجازاتها في حين ان  وطنهم الأصل لم يحاول ان يستفيد من هذه الخبرات  المتنوعة من اجل دعم مسيرة التنمية فيه من خلال مبادرة وطنية تقوم بها الحكومة من خلال وزارة الهجرة والمهاجرين  لعقد مؤتمر

دولي تستدعى فيه  هذه النخب المغتربة والتي اعتقد جازما انها تتمنى ان تقدم خبرتها للوطن الأم ، اليس معظم بلدان العالم  تنتهج ذلك. لترسخ جسور العلاقة مع أبنائها بالخارج  اليس

هؤلاء المبدعين هم من صلب هذه الارض. رغم بعد المسافات وتقادم الزمن ، اليس. من السهل  وضع برامج وخطط مدروسة  لاستقدام  هذه الطاقات او التفاعل معها  من خلال وسائط الإتصال الحديثة  او  عبر السفارات العراقية المنتشرة في ارجاء العالم  والتي  للأسف مازال نشاطها محدودا جدا ويكاد لا يذكر ، نستغرب جدا من بلد يملك هذه الطاقات الخلاقة وهو يعتمد في جل احتياجاته على  خبرات الآخرين ، لذا  نبقى نناشد  اصحاب القرار ان كان في نيتهم خدمة العراق  إلى ضرورة الافادة  من مبدعي الوطن في الخارج والذين  يشكلون ارقاما كبيرة  مهمة وفاعلة  ومبدعة في كل الاختصاصات  للنهوض والمساهمة في اعادة ما تم تدميره وخرابه خلال العقود الماضية  ليعود العراق  كما كان مزدهرا وشامخا بعطاء أبنائه الحقيقين الأصلاء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى